في محاولة لتهدئة الرأي العام العراقي المهتز رعبًا واستنكارًا لقتل طفلتين بعد اغتصابهما في مدينة البصرة الجنوبية سارعت السلطات العراقية إلى تحديد موعد لمحاكمة قاتل الطفلة الاولى وعمرها 5 سنوات وإلى الإعلان عن اعتقال قاتلي طفلة ثانية عمرها 4 سنوات بعد اغتصابها أيضا في جريمتين لايفص بينهما سوى أسابيع أثارتا بالخوف الرأي العام العراقي وسط مطالبات بالتعجيل في الاقتصاص من الفاعلين. فقد أعلنت محكمة جنايات مدينة البصرة (550 كم جنوب العراق)عن تحديد الاربعاء المقبل موعدًا لمحاكمة المتهم بقتل طفلة عمرها أربع سنوات تدعى "بنين حيدر" بعد اغتصابها في قضاء الزبير (20 كم غرب البصرة). وأشارت إلى أنّ المتهم سيحاكم وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي. وأكدت أنّ "أكرم حامد المتهم" بقتل الطفلة بنين كان قد اعترف بعد اعتقاله باغتصابها وقتلها والتمثيل بجثتها وذلك في السادس عشر من آب (أغسطس) الماضي. وألقت السلطات في ذلك اليوم على قاتل "بنين حيدر" في منطقة الخويسات التابعة لقضاء الزبير بعد أن قام باختطافها عندما كانت بصدد شراء حلوى من محل مجاور لبيت جدتها الواقع في محلة العرب ضمن القضاء ثم اقتادها إلى منطقة صحراوية وقام باغتصابها قبل أن يقتلها بتحطيم رأسها بقطعة من الحجر. وفي أثناء محاولته مغادرة المكان القى عناصر مفرزة أمنية القبض عليه بسبب شكوك ساورتهم بشأن وجوده في تلك المنطقة غير الآهلة بالسكان وعندما لاحظوا وجود الجثة اعترف على الفور باقتراف الجريمة. وقد طالبت عشيرة الطفلة بنين عشيرة خاطفها ومغتصبها وقاتلها بدية غير مشروطة بالتنازل عن الحق الشخصي مقدارها 700 مليون دينار (60 الف دولار) تم تخفيضها خلال جلسة فصل عقدت مؤخرًا في محافظة ذي قار إلى 175 مليون دينار (51 الف دولار) فيما بادرت عشيرة الجاني بهدر دمه وإعلان البراءة منه فضلاً عن التزامها بدفع الدية. ومن جهتها نقلت وسائل إعلام محلية عن حيدر محمد والد الضحية قوله إن "التعامل مع القضية وفق السياقات العشائرية لم ولن يسفر عن تنازلنا عن الدعوى القانونية المقامة ضد مرتكب الجريمة ونحن نطالب بمحاكمته وإعدامه على وجه السرعة". وطالب بتنفيذ عقوبة الإعدام في المكان نفسه الذي اقترفت فيه الجريمة. إعتقال قاتلي "عبير" كما أعلنت وزارة الداخلية العراقية الليلة الماضية عن اعتقال أربعة أشخاص بعد ثلاث ساعات من قيامهم باختطاف طفلة في محافظة البصرة عمرها 5 سنوات وتدعى "عبير علي عبد" وشنقها بعد الاعتداء عليها. وقال المتحدث باسم الوزارة العقيد سعد معن إن "قيادة شرطة محافظة البصرة وبمتابعة شخصية من قائدها تمكنت من اعتقال اربعة اشخاص في منطقة الشعيبة قاموا بأختطاف الطفلة وشنقها". وأضاف أنّ "عملية القاء القبض على الجناة تمت بعد ثلاث ساعات فقط على عملية الاختطاف" كما نقل عنه المركز الاخباري لشبكة الاعلام العراقي الرسمية. وأشار إلى أنّ التحقيق جار مع المتهمين وتحديد موعد لمحاكمتهم خلال أيام. ويأتي الاعلان عن القبض على الاشخاص الاربعة بعد ساعات من اعلان اللجنة الأمنية في قضاء الزبير بمحافظة البصرة امس السبت عن العثور على جثة طفلة عمرها خمس سنوات قتلت خنقاً بعد إغتصابها وضربها في ثاني جريمة من نوعها يشهدها القضاء خلال الشهرين الاخيرين. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الزبير مهدي ريكان إن القوات الأمنية عثرت بعد تبليغ من أحد المواطنين على جثة طفلة عمرها خمس سنوات داخل بيت قديم ومهجور يقع في حي السكك ضمن ناحية الشعيبة التابعة لقضاء الزبير موضحا أن الطفلة "عبير" فقدت ظهر الجمعة الماضي في ظروف غامضة ويبدو انها تعرضت إلى الإغتصاب والضرب قبل أن تقتل خنقاً". وأشار إلى أنّ المواطن الذي أبلغ عن الجثة لاحظ وجود قطيع من الكلاب السائبة يحوم حول البيت القديم المهجور، ولما اقترب وشاهد الجثة سارع إلى إبلاغ القوات الأمنية التي حضرت مفارزها على الفور. وكانت عائلة الطفلة عبير علي عبد القادمة من مدينة الناصرية (375 كم جنوب بغداد) وحضرت إلى البصرة لمشاركة اقارب في حفل عرس قد افتقدت ابنتها ظهر الجمعة وبحثت عنها ولكن بدون جدوى حث اختفت الطفلة عبير من محافظة الناصرية من منطقة سوق الشيوخ ظهر يوم الجمعة وبعد البحث عثر على جثة الطفلة وهي مقيدة اليدين والساقين وقد تم اغتصابها وقتلها خنقا في بشكل بشع. وجاء العثور على الجثة عندما وجد عدد من الاطفال قطيعا من الكلاب يحوم حول بيت مهجورفأشتبهوا بالامر ثم عثروا على جثة الطفلة وابلغوا الشرطة التي تحركت على الفور واتخذت الاجراءت اللازمة في التحقق من الجريمة وتصويرها والبحث فورا عن الجناة. وتسود حالة من الهلع بين سكان قضاء الزبير البالغ عددهم 10 الف نسمة والذين بدأوا يعيشون رعبا حقيقيا اثر تكرار جريمة قتل ثاني طفلة بعد اغتصابها في مدينتهم خلال اسابيع قليلة مناشدين السلطات اخاذ الاجراءات الكفيلة بعدم تكرار هاتين الجريمتين اللتين هزتا الرأي العام في المحافظة وفي العراق عامة. ويطالب المواطنون بأنزال العقاب الصارم بمرتكبي الجريمتين معبرين عن مخاوف من أن يكون منفذو الجريمتين عناصر في مجموعة منظمة لها صلة بعصابات المخدرات التي تنتشر في المحافظة.