تحقق السلطات الأمنية في محافظة جدة في قضايا تزوير وتلاعب في كشوفات مفقودي ومتوفي ومتضرري سيول الأربعاء الأسود. وكشفت مصادر مطلعة تزوير أحد المواطنين لشهادة تبليغ وفاة طفلته عن عمر عامين التي كانت قد توفيت بتاريخ 18/ 11/ 1429ه فيما قدم أوراقها على أنها توفيت في 8/12/1430ه. وأكد ل «عكاظ» مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي أن إدارته استعانت بمدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة التي كشفت حقيقة وفاة الطفلة. وقال الجداوي إن تقريرا وصل الدفاع المدني من إدارة مستشفى الحرس الوطني أكد أن وفاة الطفلة وقع في 18/ 11/ 1429ه، نتيجة معاناتها من ضمور في عضلات القلب وإنه لا علاقة لها بوفيات السيول، مشيرا إلى أن المواطن حاول التلاعب بأوراق الوفاة للحصول على تعويضات. وشدد الجداوي على أن إدارة الدفاع المدني تملك فريق عمل على أعلى المستويات ويتكون من ضباط يحملون مؤهلات علمية لمتابعة بلاغات الوفاة والفقدان. وقال مدير الدفاع المدني في جدة إن الفريق تلقى 73 بلاغا عن مفقودين بسبب السيول، وبعد المتابعة الدقيقة تقلصت القائمة إلى 38 فقط، مشيرا إلى أن إحدى حالات التبليغ عن مفقود كانت لسجين في بريمان، حيث أبلغ شقيقه عن فقده وهو يقضي محكوميته في السجن. من جانبه، أشار رئيس قسم التحقيقات في الدفاع المدني في جدة المقدم عبد الله الزهراني، إلى أن العمل في ملاحقة ملفات التلاعب متواصل على مدار الساعة، مبينا أنها بدأت في نفس اليوم الذي وقعت فيها كارثة سيول الشهر الماضي. وقال المقدم الزهراني إن المدينة الطبية للحرس الوطني حسمت خلافا بين فريق التحقيق وأحد المواطنين الذي قدم شهادة تبليغ لوفاة ابنته يفيد فيها بأنها توفيت نتيجة الأمطار، وبعد التدقيق تبين أنها غير صحيحة، مشيرا إلى أن إدارة الدفاع المدني أحالت أوراق المواطن إلى الأحوال المدنية لمتابعة إصدار شهادة وفاة لها بتاريخ غير صحيح. وذكر المقدم الزهراني عددا من حالات التلاعب والتحايل التي ضبطها رجال الدفاع المدني، من بينها رجل يبلغ من العمر 65 عاما تقدم ببلاغ يشير فيه إلى وفاة والدته جراء السيول، مؤكدا أنه دفنها دون أن يستخرج أية أوراق ثبوتية تؤكد وفاتها، وأنه عندما طلب رجال الدفاع المدني إرشادهم إلى قبرها احتج بعدم معرفة موقعه كون الفاجعة كانت مؤلمة له. وأفاد الزهراني أنه وخلال التحقيقات تبين أن الرجل حاول تغيير المعلومات وعدم تعاونه بالإرشاد إلى قبر والدته أو حتى إحضار شهود يؤكدون وفاتها ودفنها، حيث أبلغنا أنه دفنها بمفرده، ما دعا الجهات المختصة إلى التأكيد عليه بامتلاك عدد من الإثباتات التي توضح أن الجثة متوفاة حديثا وفي الأمطار، وهو ما جعل الرجل المسن يتراجع عن بلاغه. وروى المقدم الزهراني قصة أخرى عن حالة تبليغ كاذبة لأسرة أبلغت عن فقدان أحد أبنائها، ليتضح بعد التدقيق أنه يعيش في محافظة صبيا، وحالة فقد أخرى عثر عليها في الطائف وغيرها في تربة ومكة المكرمة. وأوضح عضو فريق التحقيق والمتابعة في الدفاع المدني في جدة ومساعد رئيس قسم التحقيق الرائد سعود الشنبري أن التحقيقات المكثفة يطلع عليها مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري، مشيرا إلى أنها كشفت الكثير من حالات التزوير والتلاعب. وقال إنه ثبت لإدارته تبليغ أشخاص عن مفقودين اتضح أنهم أحياء وتم الإعلان عن حالات عدة، وفي المقابل ثبت وجود شكاوى كيدية بعدم تضرر من السيول ومنها ما قدمه مواطن تجاه شقيقه بأنه لم يتعرض لأي ضرر، رغم أن أثاث منزله تدمر بالكامل جراء السيول. كما كشف عن حالة مواطن ادعى أن منزله تضرر في سيول الأربعاء، وبعد معاينة الموقع اتضح أن المنزل يخص شقيقه وأنه أدرج في قائمة المنازل المتضررة. فيما كشف العميد الجداوي عن حالات تزوير عبر تقديم معلومات شخصية لإضافتهم ضمن المستفيدين من الأحياء المتضررة، إذ ضبطت حالة لامرأة سجلت نفسها ضمن كرت العائلة الخاص بوالدها، ثم أضافت نفسها مرة أخرى بكرت العائلة الخاص بزوجها، ومرة ثالثة ببطاقة أحوال خاصة بها. كما كشفت عمليات حصر المتضررين المستفيدين من الإسكان أو الإعاشة عددا من حالات الاحتيال، ما دعا الإدارة إلى تشكيل فريق متخصص بمراجعة البلاغات والتدقيق فيها. وأكد العميد الجداوي أن وزارة المالية خاطبت جميع الشقق المفروشة التي يسكنها المتضررون في الأحياء المنكوبة عبر الحاسب الآلي المرتبط بوزارة الداخلية لإلزام جميع السكان بضرورة التعاون مع لجنة الحصر الثانية للتأكد من أحقية الساكنين بالشقق واستكمال واستمرار المعونات المادية عن طريق صرف شيكات لكل أسرة.