ذكر تقرير حديث لدائرة البحوث العالمية في بنك أوف أميريكا ميريل لينش صدر تحت عنوان "البدانة: الكفاح العالمي لمكافحة البدانة"، أن الجهود العالمية المتنامية لمكافحة البدانة ووضع حد لها خلال العقود المقبلة، سوف تشكل محوراً استثمارياً جديداً لمديري صناديق الاستثمار. وأعدَّ بنك أوف أميريكا ميريل لينش قائمة بأسهم أبرز 50 شركة وأكثر من الشركات العالمية المعنية بمكافحة البدانة، تركز على أربعة قطاعات هي: شركات صناعة المستحضرات الصيدلانية وخدمات الرعاية الصحية؛ شركات المواد الغذائية؛ الشركات التجارية لخدمات تخفيض الوزن وإدارة الحميات الغذائية والتغذية؛ وشركات المعدات واللوازم الرياضية. وأوضح التقرير الذي أعده فريق عمل بنك أوف أميريكا ميريل لينش المتخصص في شؤون البيئة والمجتمع والحوكمة والاستدامة (إي إس جي)، أن جهود مكافحة البدانة تمثل "توجهاً عملاقاً" قد يستمر لمدة تتراوح بين 25 و50 عاماً. ورصد التقرير ارتفاع معدلات البدانة عالمياً والتكاليف المتزايدة لمعالجتها. وقد تعاون محللو بنك أوف أميريكا ميريل لينش المتخصصون في شتى القطاعات، لتحديد القطاعات والشركات التي تقوم بتطوير حلول طويلة الأمد. وكان فريق عمل التكنولوجيا العضوية في البنك، قد أبرز في تقرير حمل عنوان "رأي النحيلين في البدانة" أصدره في وقت سابق من العام الحالي، الآفاق المتنامية لاكتشاف عقاقير جديدة لمكافحة البدانة. ويعاني أكثر من 500 مليون إنسان من البدانة على مستوى العالم، بينما يعاني نحو 1.4 مليار إنسان من السمنة الزائدة. وتعتبر البدانة خامس أكبر أسباب الوفيات في العالم الآن، حيث تؤدي إلى وفاة 2.8 مليون إنسان سنوياً. وتجاوزت تكاليف معالجة البدانة التوقعات بكثير وقدر معهد الطب الأمريكي في مايو 2012، التكاليف السنوية لمعالجة البدانة في الولاياتالمتحدةالأمريكية فحسب بنحو 190 مليار دولار أمريكي، تعادل 21% من إجمالي الإنفاق الطبي السنوي في تلك الدولة، بينما كانت تقديرات سابقة قد حددت تلك النسبة بنحو 10%. وتعتبر نفقات معالجة البدينين أعلى بنسبة 40 % من نفقات معالج غير البدينين. كما تفوق نفقات معالجة البدينين نفقات معالجة المدخِّنين. إذ إنه بينما تضيف معالجة البدينين 50 % إلى تكاليف الاستطباب السنوي، تضيف إليها معالجة المدخنين 20 % فقط. وسوف ترفع المستويات المرتفعة لبدانة الأطفال ومعدلات البدانة في دول الأسواق الصاعدة، من قيمة الفاتورة العالمية لمعالجة البدانة. ويعتقد أنه يتوجب على المستثمرين مقاربة فكرة الاستثمار في أسهم الشركات التي تتطلَّع لمعالجة البدانة، على أساس كونه استثماراً طويل الأمد ومن خلال منظور واسع. وقد أعدَّت دائرة البحوث العالمية في بنك أوف أميريكا ميريل لينش، قائمة بأسهم أبرز 50 شركة وأكثر من الشركات العالمية المعنية بمكافحة البدانة تركز على أربعة قطاعات. ففي قطاع المستحضرات الصيدلانية وخدمات الرعاية الصحية، نحن نبحث عن أسهم الشركات التي تستفيد من الدعم المتزايد لوكالة الأدوية الأمريكية لتطوير عقاقير لمكافحة البدانة، وفي قطاع المواد الغذائية، نحن نقوم بتصنيف أسهم الشركات تبعاً لمدى نجاحها في دخول أسواق "الصحة والتعافي" التي تبلغ قيمتها السنوية 663 مليار دولار أمريكي، والشركات التي تعيد ترتيب محافظها الاستثمارية بشكل يواكب الضغوط المتزايدة أمثال "ضرائب الدهون"، والتي تستهدف تخفيض مستويات السكر والدهون. وفي قطاع الشركات التجارية لخدمات تخفيض الوزن وإدارة الحميات الغذائية والتغذية، نجد أن ما يصل إلى 50 في المائة من الشعوب الغربية بات يلتزم بالحميات الغذائية والأنماط الغذائية الصحية وتغيير السلوكيات الغذائية، ليعزز سوقاً تقدر قيمته بنحو 4 مليارات دولار أمريكي سنوياً في الولاياتالمتحدةالأمريكية فحسب، وهو سوق تتزايد قيمته باستمرار في سائر أنحاء العالم. من ناحيته، يعتبر قطاع وشركات المعدات واللوازم الرياضية سوقاً طويل الأمد. ونحن نعتقد أن الترويج للأنشطة البدنية سوف يصبح أولوية كبرى للمزيد من السياسات الصحية للحكومات.