ذكر تقرير حديث لدائرة البحوث العالمية في بنك أوف أميريكا ميريل لينش صدر تحت عنوان "البدانة: الكفاح العالمي لمكافحة البدانة"، أن الجهود العالمية المتنامية لمكافحة البدانة ووضع حد لها خلال العقود المقبلة، سوف تشكل محوراً استثمارياً جديداً لمديري صناديق الاستثمار. وفي سياق تعليقه على التقرير، قال ساربجيت ناهال، محلل استراتيجي للأسهم العالمية في دائرة البحوث العالمية في بنك أوف أميريكا ميريل لينش: "تفتح مشكلة البدانة العالمية آفاقاً استثمارية كبيرة خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة وما بعدها. وقد تكون البدانة أكثر التحديات الصحية العالمية إلحاحاً اليوم، وسوف تحدد الجهود المبذولة لمكافحتها طريقة تفكير صانعي السياسات ومجالس إدارات الشركات في جميع أنحاء العالم". القطاعات المستفيدة وأعدَّ بنك أوف أميريكا ميريل لينش قائمة بأسهم أبرز 50 شركة وأكثر من الشركات العالمية المعنية بمكافحة البدانة، تركز على أربعة قطاعات هي: شركات صناعة المستحضرات الصيدلانية وخدمات الرعاية الصحية؛ شركات المواد الغذائية؛ الشركات التجارية لخدمات تخفيض الوزن وإدارة الحميات الغذائية والتغذية؛ وشركات المعدات واللوازم الرياضية. وأوضح التقرير الذي أعده فريق عمل بنك أوف أميريكا ميريل لينش المتخصص في شؤون البيئة والمجتمع والحوكمة والاستدامة (إي أس جي)، أن جهود مكافحة البدانة تمثل "توجهاً عملاقاً" قد يستمر لمدة تتراوح بين 25 و50 عاماً. ورصد التقرير ارتفاع معدلات البدانة عالمياً والتكاليف المتزايدة لمعالجتها. وقد تعاون محللو بنك أوف أميريكا ميريل لينش المتخصصون في شتى القطاعات، لتحديد القطاعات والشركات التي تقوم بتطوير حلول طويلة الأمد. وكان فريق عمل التكنولوجيا العضوية في البنك، قد أبرز في تقرير حمل عنوان "رأي النحيلين في البدانة" أصدره في وقت سابق من العام الحالي، الآفاق المتنامية لاكتشاف عقاقير جديدة لمكافحة البدانة. وقال ستيف بيرن، محلل أسهم شركات التكنولوجيا العضوية في دائرة البحوث العالمية في بنك أوف أميريكا ميريل لينش: "لطالما اتخذت وكالة الأدوية الأمريكية على مدى تاريخها موقفاً متحفظاً من الأدوية التي تزعم قدرتها على تخفيض الوزن، إلا أنها أبدت مؤخراً دعماً متزايداً لتطوير مثل تلك الأدوية". 1.4 مليار إنسان يعانون من السمنة الزائدة ويعاني أكثر من 500 مليون إنسان من البدانة على مستوى العالم، بينما يعاني نحو 1.4 مليار إنسان من السمنة الزائدة. وتعتبر البدانة خامس أكبر أسباب الوفيات في العالم الآن، حيث تؤدي إلى وفاة 2.8 مليون إنسان سنوياً. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن أعداد المصابين بالبدانة تضاعفت عالمياً بين عامي 1980 و2008، وتوقعت إصابة 65 مليون أمريكي جديد بالبدانة بحلول عام 2030، إذا استمرت التوجهات الحالية لمعدلات نمو هذه الظاهرة. ورغم معرفتنا بمدى انتشار هذه الظاهرة في الغرب، إلا أن أعداد المصابين بالبدانة ترتفع بسرعة حول العالم. وتضاعفت أعداد البدينين في أوروبا ثلاثة أمثال في 30 عاماً، وهي تتزايد بسرعة في دول الأسواق الصاعدة التي باتت الأنماط الغذائية لشعوبها تحاكي الأنماط الغربية بصورة متزايدة. ومن المتوقع أن ترتفع معدلات البدانة في البرازيل من 16% حالياً إلى مستويات تشابه المستويات الأمريكية خلال عشرينات القرن الحالي. وبينما بلغ معدل الإصابة بالبدانة 20% في المدن الصينية، تعاني ربع النساء الروسيات من البدانة. ارتفاع التكاليف وتشديد القيود يفجران حرباً على البدانة تجاوزت تكاليف معالجة البدانة بكثير التوقعات السابقة، وقدر معهد الطب الأمريكي في مايو 2012، التكاليف السنوية لمعالجة البدانة في الولاياتالمتحدةالأمريكية فحسب بنحو 190 مليار دولار أمريكي، تعادل 21% من إجمالي الإنفاق الطبي السنوي في تلك الدولة، بينما كانت تقديرات سابقة قد حددت تلك النسبة بنحو 10%. وتعتبر نفقات معالجة البدينين أعلى بنسبة 40 في المائة من نفقات معالج غير البدينين. كما تفوق نفقات معالجة البدينين نفقات معالجة المدخِّنين. إذ إنه بينما تضيف معالجة البدينين 50 في المائة إلى تكاليف الاستطباب السنوي، تضيف إليها معالجة المدخنين 20 في المائة فقط. وسوف ترفع المستويات المرتفعة لبدانة الأطفال ومعدلات البدانة في دول الأسواق الصاعدة، من قيمة الفاتورة العالمية لمعالجة البدانة. وعلى غرار الإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحة التدخين، من المرجح أن يؤدي ارتفاع تكاليف معالجة البدانة التي تتحملها الحكومات والشركات والمجتمع بصورة عامة، إلى تبني إجراءات مشتركة وتشديد الأنظمة الخاصة بتلك المعالجة. وتوقع تقرير بنك أوف أميريكا ميريل لينش، تزايد التدقيق في أنماط الحياة المرتبطة بالبدانة بما في ذلك الطعام والشراب والمدارس وبيئات العمل وشركات التأمين ومعالجة أنماط الحياة الخاملة والتشجيع على ممارسة التمرينات الرياضية. أفكار استثمارية لمكافحة البدانة العالمية نحن نعتقد أنه يتوجب على المستثمرين مقاربة فكرة الاستثمار في أسهم الشركات التي تتطلَّع لمعالجة البدانة، على أساس كونه استثماراً طويل الأمد ومن خلال منظور واسع. وقد أعدَّت دائرة البحوث العالمية في بنك أوف أميريكا ميريل لينش، قائمة بأسهم أبرز 50 شركة وأكثر من الشركات العالمية المعنية بمكافحة البدانة تركز على أربعة قطاعات. ففي قطاع المستحضرات الصيدلانية وخدمات الرعاية الصحية، نحن نبحث عن أسهم الشركات التي تستفيد من الدعم المتزايد لوكالة الأدوية الأمريكية لتطوير عقاقير لمكافحة البدانة. كما نبحث عن أسهم الشركات التي تتصدى لمعالجة الأمراض المصاحبة للبدانة، بما فيها السٌّكَّري والفشل الكلوي وزراعة بدائل مفاصل عظام الحوض والركبة. ونبحث أيضاً عن أسهم الشركات المنتجة للمعدات التخصصية مثل مصاعد المرضى والأَسِرَّة الكبيرة والأبواب فائقة العرض لسيارات الإسعاف. وفي قطاع المواد الغذائية، نحن نقوم بتصنيف أسهم الشركات تبعاً لمدى نجاحها في دخول أسواق "الصحة والتعافي" التي تبلغ قيمتها السنوية 663 مليار دولار أمريكي، والشركات التي تعيد ترتيب محافظها الاستثمارية بشكل يواكب الضغوط المتزايدة أمثال "ضرائب الدهون"، والتي تستهدف تخفيض مستويات السكر والدهون. وفي قطاع الشركات التجارية لخدمات تخفيض الوزن وإدارة الحميات الغذائية والتغذية، نجد أن ما يصل إلى 50 في المائة من الشعوب الغربية بات يلتزم بالحميات الغذائية والأنماط الغذائية الصحية وتغيير السلوكيات الغذائية، ليعزز سوقاً تقدر قيمته بنحو 4 مليارات دولار أمريكي سنوياً في الولاياتالمتحدةالأمريكية فحسب، وهو سوق تتزايد قيمته باستمرار في سائر أنحاء العالم. من ناحيته، يعتبر قطاع وشركات المعدات واللوازم الرياضية سوقاً طويل الأمد. ونحن نعتقد أن الترويج للأنشطة البدنية سوف يصبح أولوية كبرى للمزيد من السياسات الصحية للحكومات.