بوصول انتخابات غرفة الشرقية إلى محطتها الأخيرة في المركز الرئيسي في الدمام، تدخل الانتخابات يومها الأخير الذي سيكون حاسماً لكثير من المرشحين الذين تتقارب حظوظهم في الفوز، مع توقعات أن يبلغ عدد المصوتين في المحطة الأخيرة أكثر من 6 آلاف ناخب ما يتيح لمعظم المرشحين المنافسة على دخول المجلس. وتوقّع مراقبون أن تكون الحدود الدنيا لفوز المرشحين في الانتخابات عن فئة التجار بين 280 إلى 320 صوتاً، بينما ترتفع لفئة الصناع لتصل إلى 550 صوتا، مما يعني توزّع أصوات الناخبين على المرشحين بنسب متقاربة، بخاصة مع المنافسة الشديدة التي ظهرت أمس، والمتوقّع لها أن تزداد اليوم. وقالوا إن اليوم الأخير في التصويت يكون في العادة هو الأشدّ، ويعلن فيه الاستنفار الكامل للأقارب والأصدقاء والمعارف، ويُبذل فيه جهد مضاعف، على رغم الإجهاد الكبير الذي أصاب العاملين والمرشحين على حد سواء، خلال أيام الانتخاب التي استمرت خمسة أيام. وأضافوا أن الجميع سيبقى مستيقظاً حتى ظهور النتائج التي من المتوقع لها أن تظهر بعد منتصف الليل، والتي ستكون في الغالب موضع متابعة ومراقبة من جميع المرشحين، إذ يتوقع أن تحدث مفاجآت لم تكن منتظرة. وأشاروا إلى أن عملية التصويت لا تتم وفق قواعد انتخابية ثابتة يمكن البناء عليها في تقديرات نسب الفوز، لأن الناخبين على نوعين، الأول يقترع عن قناعة لأنه يؤمن بضرورة تطوير الغرفة، ويبني على دورها في خدمة قطاع الأعمال، والفئة الأخرى وهي الغالبية تنظر إلى الأمر من باب العلاقات والصداقة والمجاملات التي تلعب دوراً في التصويت النهائي للناخبين، ولا تهتم لدور الغرفة في خدمة قطاع منتسبيها، وليست لديها دراية كافية بأهميتها، والنسبة العظمى من هذه الفئة من أصحاب مؤسسات بسيطة وصغيرة، والتي أيضاً تقع تحت ظروف عمليات مخالفة للنظام من قبيل بيع الأصوات، مؤكدين أن الغرف السعودية جميعها مقصرة في توعية منتسبيها بالانتخابات، وما تعنيه من قيمة أساسية تطور الغرف وتجعل الأكفاء الأقرب إلى إداراتها. وأشاروا إلى أنه خلال الأربع سنوات، وهي عمر الدورة الانتخابية لا يتم توزيع ولو منشور واحد على المساهمين يثقفهم انتخابياً، وكانت الغرف تريد من منتسبيها أن يبقوا كما هم بشأن الوعي الانتخابي، بينما الغرفة نفسها مطالبة بزرع ثقافة الانتخاب لدى هؤلاء ومحاولة توعيتهم باستمرار، عن طريق الدورات، والمنشورات التثقيفية لأهمية المشاركة في الانتخابات، وتأثيرها في مستقبل الغرفة وتطورها والخدمات التي تقدمها. من جانب آخر، رأى مرشحون أن النظام الجديد الذي أقرته وزارة التجارة والصناعة والقاضي بالتصويت الفردي لمرشح واحد (تاجر أو صانع) كانت له نتائج إيجابية على سير العملية الانتخابية في الغرف، لا سيما أنه يطبق للمرة الأولى في المنطقة الشرقية، مشيرين إلى أنه أسهم في القضاء بشكل تام على التكتلات الانتخابية التي كانت سائدة من قبل، وتحول من دون ترشح قطاع عريض من المنتسبين في الغرفة للانتخابات، كما أجبر النظام الجديد العديد من المرشحين على حشد أكبر عدد من الأصوات والمؤيدين اعتماداً على أنفسهم وليس على الكتلة كما كان يحدث في السابق، وأوجد نوعاً من العدل والتوازن في التصويت، خصوصاً لمن هم من خارج الوجوه المسيطرة تاريخياً على الغرفة.