ذكر تقرير الأربعاء إن السلطات اللبنانية تلقت تحذيراً من بعض الدول بشأن دخول مجموعة إرهابية مرتبطة بتنظيم متطرف إلى لبنان لاستهداف عدد من المسؤولين بينهم رئيس البرلمان نبيه بري. وشهدت طرابلس مواجهات عنيفة بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، منذ فجر يوم الأحد الماضي، إثر توقيف جهاز الأمن العام أحد السلفيين من أبناء المدينة للتحقيق معه على خلفية علاقته ب "تنظيم إرهابي" حسب ما تردد من أنباء. وانتشر الجيش اللبناني يوم الثلاثاء في جميع أحياء طرابلس بشمال البلاد والتي تضررت خلال الأيام الأخيرة من أعمال العنف الطائفية الدموية التي تتعلق بالصراع في سوريا المجاورة. والمعلومات التي قدمتها بعض الدول بشأن دخول مجموعة إرهابية إلى لبنان تقاطعت مع معطيات مماثلة تملكها بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية. وقالت مصادر إن "مجموعة إرهابية" تتبع لتنظيم متطرف دخلت مؤخراً إلى لبنان للقيام بعمليات تخريبية، من بينها تنفيذ عمليات اغتيال لعدد من الشخصيات اللبنانية البارزة، بناء على لائحة أهداف محددة، تضم رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد تسلمت مراجع سياسية بينها "بري" رسائل من عدد من الدول مفادها أن عناصر أصولية دخلت إلى لبنان لاغتيال عدد من الشخصيات. وكانت صحيفة لبنانية قد ذكرت يوم الثلاثاء إن الأجهزة الأمنية اللبنانية تمكنت من تفكيك "شبكة إرهابية" لها علاقات في الداخل وفي دول عربية وأوروبية. وأوقف الأمن العام قبل يومين في طرابلس عضواً في هذه الشبكة ويدعى حمزة محمود طربيه. وقادت اعترافات "طربيه" إلى اعتقال السلفي شادي المولوي الأمر الذي مثل شرارة لاندلاع المواجهات الأخيرة في طرابلس. وأكد نجيب ميقاتي رئيس مجلس الوزراء اللبناني "أن الهدوء عاد إلى مدينة طرابلس بعد توقف إطلاق النار، وأن الجيش اللبناني اتخذ الاحتياطات اللازمة وانتشر في أربعة مواقع أساسية في المدينة"، كاشفاً أنه سيترشح للانتخابات النيابية المقبلة وأن توقيف السلفي شادي مولوي لا دخل له بسوريا. وقال ميقاتي في حديث مع الإعلاميين المعتمدين في السراي الحكومي يوم الثلاثاء إن "الساعات ال 48 الماضية كانت صعبة"، مشيراً إلى أنه اجتمع مع "كل الأطراف السياسية المعنية بالوضع في طرابلس ومع قادة سلفيين وتم التفاهم على أمور عدة، بينها وقف إطلاق النار". وتابع إن هناك "اعتصاماً سلمياً غير مسلح لا يزال قائماً في طرابلس على خلفية مشكلة الموقوفين الإسلاميين"، لكن "حمل السلاح والإخلال بالأمن أمر غير مقبول". وأضاف "لا شك أن هناك انعكاساً للأوضاع في سوريا على لبنان، فإن لبنان وسوريا متداخلان بشكل كبير، وأي سيناريو في سوريا سوف ينعكس على لبنان. لذلك، نعمل على منع أي تأثير سلبي ونضع مصلحة لبنان نصب أعيننا".