أشعل مؤرخ روسي فتيل الحمى في مختلف الربوع بادّعائه أن الزعيم الشيوعي فلاديمير لينين مات مسمومًا بيد جوزيف ستالين على الأرجح، تبعًا للصحافة البريطانية. ويقول المؤرّخ ليف لوري إن لينين، الذي كان يشكو تدهورًا في صحته بعد معاناته من عدد من السكتات الدماغية، لم يمت نتيجة لهذا، وإنما قُتل بالسّم، وبيد ستالين على الأرجح. ويذكر أن هذا الأخير وجد كل الدعم من لينين في أوائل عهده في السلطة، لكنه عاداه لاحقًا، بعدما انحاز إلى جانب خصمه ليون تروتسكي. وفي كتابات خلّفها لينين وراءه اتضح أنه انتقد ستالين على «تخليه عن قواعد اللياقة والتهذيب»، وعلى أن «طموحاته تعميه عن الكثير من الحقائق حوله». ووصل الأمر بلينين إلى حد تلميحه إلى ضرورة إزاحته من منصبه كأمين عام للحزب الشيوعي. يقول المؤرّخ لوري إن القتل بالسم صار هو الوسيلة المفضّلة لدى ستالين للتخلّص من أعدائه. ويضيف قوله: «لحسن الطالع، فإن موسكو لا تزال تحتفظ بدماغ لينين، وحري بنا الآن فحصه، للتأكد مرة وإلى الأبد من احتمال موت صاحبه بالسّم». يذكر أن جثمان لينين - الذي يقال إنه مات بالزهري - لايزال يرقد محنطًا في متحفه في الميدان الأحمر في وسط موسكو، رغم مرور 20 عامًا على انهيار الأمبراطورية السوفياتية الشيوعية، التي كان له نصيب الأسد في إقامتها. وكان لوري وبروفيسير الأعصاب هنري فينترز، من جامعة «يو سي إل ايه» الأميركية في كاليفورنيا، قد بحثا في السجلات الخاصة بلينين في معرض إعدادهما دراسة لتقديمها في مؤتمر سنوي، تقيمه كلية الطب في جامعة ميريلاند عن الوفيات الشهيرة في العالم. من جهته وضع فينترز افتراضًا يقول إن الضغوط والضيق النفسي - إضافة إلى تاريخ العائلة الصحي - هي التي قادته إلى تدهور حالته الجسدية والعقلية، ثم الوفاة أخيرًا. ففي 1921 نسي بالكامل كلمات خطاب إلى الأمّة، كان قد حفظه عن ظهر قلب. وبعد سكتة دماغية فجائية، تعيّن عليه أن يتعلم النطق من جديد والكتابة بيده اليسرى. وتولت سكتة لاحقة أن تشلّ أحد شقي جسده، وتركته عاجزًا تمامًا عن الكلام. لكن الدكتور فيليب ماكوفياك، الذي ينظّم المؤتمر المذكور، قال إنه بتشريح جثمان لينين وجد أن بعض الأوعية الدموية في دماغه قد تصلبت بدون تفسير واضح. وأضاف: «الشيء المحيّر هو أنه مات صغير السنّ نسبيًا (54 عامًا)، وبدون مخاطر صحية تحيط به. فقد كان معروفًا عنه، مثلاً، أنه يكره التدخين ويحرّمه في مكان وجوده. ولم يكن بدينًا أو مصابًا بالسكري أو بارتفاع ضغط الدم مثلاً. ولذا فعندما أُعلن عن نبأ وفاته، مال الروس إلى افتراض أنه راح ضحية الزهري». من جانبه يقول فينترز إن كل هذا يعزز الشكوك في أن لينين تعرّض لعوامل أخرى مساعدة على الوفاة المبكرة. ويوضح أن تكنولوجيا اختبار السميات في ذلك الوقت «لم تكن متقدمة ومشكوكًا في دقتها في نهاية الأمر. ونعلم أن هذا الرجل عانى قبيل موته تشنجات عنيفة لا تتفق وحالة رجل مصاب بالشلل. ولذا، وبالنظر إلى العداوة التي صارت تجمعه بستالين، وأيضًا بالنظر إلى وسيلة القتل المفضلة لهذا الأخير، فالأرجح أنه قضي عليه بالسم».