بعد ثلاثية النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، ساحر برشلونة الإسباني في مرمى فريق غرناطة في الأسبوع التاسع والعشرين من الليجا الإسبانية، تربّع أفضل لاعبي العالم على عرش هدافي الفريق الكتالوني في المباريات الرسمية ب 234 هدفاً سجلها في كل البطولات التي شارك فيها مع فريقه منذ موسم 2004 / 2005 وحتى الآن، حيث كشف شريط فيديو تم بثه على موقع "يو تيوب" أن ميسي راوغ 83 لاعباً في طريقه قبل التسديد في المرمى، وأنه أحرز 80 % من أهدافه بالقدم اليسرى. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" القاهرية عن وسائل إعلام إسبانية قولها: لم يكن المثير في الأمر هو تحطيمه لرقم قياسي جديد ومواصلة إحرازه للأهداف، بل كان الأكثر إثارة هو تقييم وتحليل كل الأهداف التي هز بها «ميسي» شباك فرق عديدة، ومعرفة كيف ومتى وأين يسجل هذا اللاعب الذي خلب ألباب كل متابعي كرة القدم وعشاقها في العالم بأسره. سجل ليونيل ميسى (74 هدفاً) فى آخر ربع ساعة من كل مبارياته مع برشلونة (بين الدقيقة 76 و90) أو ما تلاها من (وقتٍ بدلاً من الضائع)، بنسبة تقارب ثلث أهدافه كلها، وزاد هذا الأمر كثيراً في آخر 3 مواسم، حيث لم تكن تلك هي البداية، إلا أن الواقع أصبح يشير إلى قدرة اللاعب الفذة على هز شباك أي فريق في تلك الدقائق الحرجة والقاتلة من عمر مباريات فريق إقليم «كتالونيا». ولهذا لم يكن غريباً أن تحسم أهداف النجم الأرجنتيني المباريات لصالح فريقه في (55) مناسبة فوز، كان هو العامل الأول والأكبر في تحقيقه، سواء بهدف قاتل يتجاوز نتيجة التعادل في أي مباراة، أو أهداف تقضي على آمال المنافسين، كما نجح في حسم نتيجة التعادل أيضا لفريقه في 4 مباريات طوال المواسم ال 8 التي قضاها ولا يزال معه. كانت أقل فترات «ميسي» في التسجيل هي الربع ساعة الأولى من كل مبارياته، حيث هز الشباك 21 مرة فقط من إجمالي أهدافه بين الدقيقة الأولى وال 15، بنسبة تقل عن (9 %). لم يكتفِ «ميسي» بكل هذا، بل أصبح أفضل «هاتريك» في صفوف فريقه عبر التاريخ بعد أن سجل الهاتريك رقم (18) له مع برشلونة، وهي موزعة كالتالي «12 في الليجا الإسبانية ، 3 في رابطة الأبطال الأوروبية ، 2 في كأس ملك إسبانيا، وواحد في كأس السوبر الإسباني». وكان قد سجل خماسية تاريخية في مرمى «باير ليفركوزن» الألماني في عودة دور الستة عشر لرابطة أبطال أوروبا، وتلاها برباعية في مرمى فالنسيا بالدورى الإسباني، لم تكن الأولى له حيث سبق له هز شباك الفريق الإنجليزي آرسنال في رابطة أبطال أوروبا عام 2010 في دور ربع النهائي. وأغلب أهدافه كانت بقدمه اليسرى، التي سجل بها 188 هدفاً، بنسبة 80 % من أهدافه، وهي القدم التي يصنع بها معجزات كروية لا تصدق، إلا أنه أيضا استخدم قدمه اليمنى في إحراز 34 هدفاً، بنسبة 15% تقريباً، أما نسبة ال 5 % المتبقية فكانت من نصيب رأسه التي سجل بها أهدافا مميزة رغم قصر قامته، ولا يمكن تجاهل هدفه الوحيد بيده، الذي كرر به خدعة الأرجنتيني الكبير «مارادونا» ، وأحرزه ميسي في مرمى إسبانيول عام 2007. ويمتلك «ميسي» تسديدات قوية بعيدة المدى، نجح في أن يحرز من خلالها 28 هدفا (12%)، فيما سجل (88 %) من أهدافه من داخل مناطق الجزاء التي يعشق التوغل فيها مستغلا مهارته وسرعة رد فعله الفائقة، إلا أن أكثر من 10% منها كانت على حافة منطقة الجزاء حيث يقوم بوضع الكرة عكس اتجاه الحارس، أو في زاوية مفاجئة غير متوقعة بالمرة، وهو ما يمنح أهدافه رونقا خاصا حتى التي تسكن الشباك من داخل مناطق الجزاء. ويتماشى هذا الأمر تماماً مع عدد الأهداف التي أحرزها بعد أن راوغ لاعبين أو حراس المرمى، حيث سجل 71 هدفاً (تقريبا ثلث أهدافه) بعد أن راوغ لاعب أو أكثر أو حارس مرمى، وبلغ عدد اللاعبين الذين راوغهم ميسي بشكل إيجابي قبل أن يودع الكرة في الشبك ( 83 لاعباً). وكان أروع أهدافه بتلك الطريقة هو الذي أحرزه في مرمى «خيتافى» عام 2007 بعد أن راوغ 4 لاعبين والحارس على غرار ما قدمه «مارادونا» من قبل، كما كرر نفس الأمر أمام العملاق الملكي «ريال مدريد» العام الماضي. أما عن ال 15 حارس مرمى الذين قام بمراوغتهم قبل أن يسكن الكرة الشباك بسهولة بالغة، فربما كانوا أوفر حظاً من 10 حراس آخرين وضع الكرة بمهارة فائقة من بين أقدامهم، كما أحرز ميسي20 هدفاً من فوق رؤوس حراس مرمى غير هؤلاء «لوب» وهو ما يبدو أن يستمتع به أخيراً لأقصى درجة. وتنوعت أهدافه أيضاً، ما بين 22 هدفاً من متابعة للكرة أو توقعها أو سرعة رد فعله الخيالية في حالة ارتداد الكرة من مدافع أو الحارس، وأحرز 21 هدفا فقط من ركلات جزاء (10 % تقريبا) ولم يهدر سوى ركلتي جزاء فقط ، تابع إحداها وسجل منها أمام «باناثينايكوس» اليوناني في بطولة أوروبا 2010، كما أحرز ميسي 5 أهداف فقط من ركلات حرة ، ليسجل نسبة عالية جداً من الأهداف بلعبة متحركة بلغت 89%. تطور مستوى النجم الأرجنتيني كثيرا في المواسم الأخيرة، وانعكس هذا على معدل تهديفه الذي تزايد موسم تلو الآخر، فبعد 38 هدفاً أحرزها فى كل بطولات موسم 2008 / 2009، نجح في تسجيل 47 هدفاً في الموسم التالي 2009 / 2010، حتى وصل إلى 53 هدفاً في كل بطولات الموسم السابق 2010 / 2011 ، ومن المتوقع أن يسجل رقماً قياسياً جديداً هذا الموسم بعد أن رفع رصيده إلى 34 هدفاً فى الليجا الإسبانية تصدر بها قائمة الهدافين، وهو نفس وضعه في رابطة الأبطال الأوروبية التى يتصدر هدافيها ب 12 هدفا ، ويمتلك هدفين في كأس ملك إسبانيا الذي وصل إلى المباراة النهائية فيه، أي 48 هدفاً حتى الآن، حتى بعيداً عن هدفيه في كأس العالم للأندية التي أقيمت نهاية العام الماضي. أحرز ميسي حتى الآن 18 هدفاً في شباك فريق «أتليتكو مدريد» الإسباني ما بين الدوري والكأس الأسبانية، وهو أغزر الفرق التي سجل فيها الأرجنتيني أهدافاً، كما أمطر شباك النادي الملكي (ريال مدريد) ب 13 هدفاً، تنوعت بين هاتين البطولتين والسوبر الإسبانية أيضا ورابطة الأبطال الأوروبية، أما على مستوى الأندية العالمية، فإن الفرق الألمانية هي الأكثر معاناة مع هذا اللاعب الفذ، حيث هز شباكها 12 مرة، نصفها في مرمى «باير ليفركوزن» في البطولة الأوروبية الحالية. ومع صغر سن ليونيل ميسي (مواليد 24 يونيو 1987)، أي أنه لم يكمل بعد عامه ال 25، فمن المتوقع أن يكسر العديد من الارقام القياسية التاريخية إذا ما استمر على هذا المستوى الرائع والتطور الذي يطرأ عليه موسماً تلو الآخر, ولا تزال جماهير الكرة العالمية فى انتظار المزيد من المتعة مع أفضل لاعب في العالم عامي 2009 و2010، والحاصل على الكرة الذهبية من "الفيفا" عامي 2010 و2011. Dimofinf Player .