أثار ملتقى النهضة الشبابي الذي تنطلق أعماله الجمعة المقبل في الكويت جدلا واسعا بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرز الردود السلبية جاءت من التيار الإسلامي الذي تناوله بنقد شديد، مشيرين إلى أن الملتقى مشبوه الأهداف. وشدد عدد من رموز التيار الإسلامي على أنهم ليسوا ضد فكرة الملتقيات، لكنهم ضد الملتقى كون المشاركين فيه لديهم أفكار منحرفة، وأن هذا السبب الحقيقي وراء موقفهم السلبي منه، كونه يشكل فرصة لبعض المشاركين للتشكيك في الشريعة الإسلامية حسب ما أوردوا. ولفت أحد الإسلاميين الناشطين إلى أن "إقامة الملتقيات الشرعية أمر بالمعروف، والتحذير من الملتقيات المشبوهة نهي عن المنكر، وبهما جاء الإسلام، وبهما نتقرب إلى الله"، فيما دعت شخصيات أخرى إلى الكف عن تناول الملتقى لأن ذلك يشكل دعاية لها، ولهذا عدم الحديث عن الملتقى أو المشاركين فيه سيؤدي إلى عدم العلم به ما سيفشل أهدافه. ونال الشيخ سلمان العودة نقداً من المعارضين لإقامته، كون العودة هو من يشرف على الملتقى، وانصب جزء كبير من النقد في خانة عدم القدرة على فهم مواقف العودة في الفترة الراهنة، حيث أكد عدد من المعلقين على الملتقى أن العودة يضع نفسه في خانة مع من سموهم منحرفي الأفكار، وإن الحوار والدعوة إليه لا تبرر مثل هذا الموقف. ولم يصدر عن العودة أي تعليق أو رد حول الملتقى. واتهم المعارضون للملتقى مشاركين سعوديين فيه بأن لهم مشاركات في قنوات فضائية دينية تهاجم المملكة، وزادوا أن أحد المشاركين قال في أحد اللقاءات: "الإنجيل أفضل من القرآن"، فيما لتهموا آخرين بأن لهم ارتباطات بالمجموعات المعارضة في البحرين، وأنهم لا يفوتون فرصة للنيل من المملكة في وسائل إعلام أجنبية، إضافة إلى أن بعضهم ألف كتبا قالوا إنها تمجد رموزا دينية ناصبت المملكة العداء. وسجلت بعض الشخصيات الإسلامية موقفا مغايرا، حيث أشار الدكتور محمد الأحمري إلى أنه شارك في الملتقى محاضرا مرتين، وأنه حاليا معتذر عن المشاركة فيه بسبب التزامات سابقة، لافتا إلى أن الملتقى مفيد ثقافيا. فيما سجل الناشر والكاتب الصحافي نواف القديمي انتقادا للملتقى بقوله: "لا أدري كيف يقيم البعض ندوات حول موضوع، ثم يستضيف ثلاثة متحدثين متفقين تماماً في الرأي.. هذه جلسات تلقين لا ندوات حوارية". القديمي رأى أن المطالبين ?بمنع الشباب من سماع آراء أخرى يريد أن يصنع حجرا ثقافيا، فيما الشباب يسمعون كل الآراء من خلال الانترنت والفضائيات. أقسى الردود على معارضي الملتقى جاءت من الكاتب سعيد الوهابي الذي علق في معرض حديثه عن الملتقى: "بدأت أصدق أن هناك تياراً عمله الرئيس في الحياة هو الكذب باسم الدين فقط ليحاربوا أي شخص يعمل ويفكر ويتطور". أما الكاتب عصام الزامل وهو من أكثر المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي فاكتفى بالإشارة إلى أن المبلغ المالي المطلوب لحضور الملتقى يعد كبيراً نسبيا على الشباب، لكنه أشار إلى أن المسجلين أضعاف ما يستوعبه الملتقى، معتبراً ذلك دليلاً على أن المشاركين يمثلون جيلاً يبحث عن النهضة