لا يرتبط عسر الهضم أو التلبك في الجهاز الهضمي بأي مرض عضوي، وقد يكون السبب في ظهور هذه المتلازمة من الأعراض الهضمية غير الطبيعية اضطرابا في الوظيفة الحركية للأجزاء العلوية من القناة الهضمية التي قد تظهر على شكل تباطؤ في عملية تفريغ أو طرد الطعام من المعدة إلى الأمعاء. عن الأعراض والأسباب والعلاج يتحدث استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمنظار الدكتور نعيم أبو نبعة: «قد يحدث عسر الهضم بشكل مرحلي أو مزمن دون ارتباطه بأي مرض عضوي، لذلك فالمهم في مراحل التشخيص الأولى هو فصل المريض العضوي عن الوظيفي، وفي غالبية حالات عسر الهضم الوظيفي يكون المريض في سن الشباب أقل من 45 عاما من العمر، وعلى الرغم من أنه يصيب الجنسين إلا أن نسبته أعلى عند النساء، ويشكل غير العضوي الوظيفي منه نسبة عالية من مجموع حالات المرضى الذين يراجعون عيادة الطب العام أو عيادات الجهاز الهضمي». وبالنسبة إلى الأعراض فهي تشمل: «آلام في المنطقة العليا من البطن قد تستمر لساعات أو ليوم كامل من الصباح حتى المساء دون التأثر بتناول الطعام أو التبرز أو تناول أدوية مضادات الحموضة، وفي الحالات المزمنة ومع استمرار الألم لا توجد نوبات موقوتة منظمة، وأحيانا تقل هذه الآلام خلال الإجازات وفترات السفر وفي حالات الراحة النفسية، وإلى جانب ذلك شعور بامتلاء المعدة بشكل مبكر بعد تناول القليل من الطعام». ويضيف أبو نبعة: «من الأعراض أيضا شعور بوجود غازات داخل البطن وانتفاخ يكون عادة في القسم العلوي من البطن، وقد يدفع المريض إلى حل الحزام، وأحيانا قد يقوم بالتجشؤ للاستراحة من الثقل والغازات، وقد يصاحبه أحيانا أعراض هضمية لها علاقة مع القناة الهضمية السفلية مثل الإسهال أو الإمساك قد يصنفه المريض على أنها القولون العصبي». أما بالنسبة إلى التشخيص فيكون سريريا غالبا و«لكننا قد نلجأ إلى الأشعة أو للتنظير الهضمي العلوي والسفلي وقد نحتاج إلى إجراء تحاليل مخبرية للتأكد من عدم وجود مرض عضوي واضح كسبب لتلك الأعراض وإبعاد مخاوف المريض من علة غير موجودة»، وعن طرق العلاج: «أولا وأخيرا يجب استشارة الطبيب لأنه المؤهل لتشخيص الحالة المرضية واختيار العلاج المناسب وهو المؤهل لدراسة المرض بشكل جيد لاستثناء الأمراض العضوية التي قد تكون السبب، وعندما يتأكد أن السبب وظيفي حركي وليس عضويا سيقوم الطبيب المعالج بإعطاء بعض النصائح منها: تغيير نمط الحياة بالاسترخاء أو التخلص من حالات التوتر العصبي والإرهاق الجسدي والنفسي؛ حيث تبين وبشكل واضح أن الانفعالات النفسية لها تأثير سلبي في هذه الحالة المرضية، كما يجب أن يكون النظام الغذائي على شكل وجبات قليلة ومتكررة مع الابتعاد عن الطعام الذي يسبب الشعور بالأعراض كالمواد الحارة والأطعمة المدخنة والقهوة والشاي والموالح والتوابل والكحول، وبشكل عام الابتعاد عن كل شيء يشعر المريض أنه يسبب تلك الأعراض، وهناك بعض العقاقير الطبية التي نستعملها لعلاج عسر الهضم؛ حيث تساعد على تحسين الوظيفة الحركية للقناة الهضمية وبالتالي تزيد من القدرة على منع الطعام من البقاء لفترة طويلة في الأجزاء العلوية من القناة الهضمية، وهناك عقاقير أخرى قد تستعمل حسب الأعراض الموجودة، ودائما وأبدا يجب التأكد من عدم وجود أي مرض عضوي هام كسبب لهذه الأعراض».