كشف الأمين العام لجمعية "الوفاق الإسلامية"، كبرى جماعات المعارضة الشيعية في البحرين، عن عقد لقاءات "سرية" بين ممثلين عن المعارضة وأحد كبار المسؤولين في الديوان الملكي، لبحث استئناف الحوار بين الحكومة والمعارضة في المملكة الخليجية. وقال الشيخ علي سلمان، أحد القياديين في صفوف المعارضة، إن اثنين على الأقل من كبار المسؤولين في جمعية "الوفاق" التقيا مسؤولاً رفيعاً في الديوان الملكي، دون أن يفصح عن اسم هذا المسؤول، إلا أن مصادر رجحت أن يكون وزير الديوان الملكي، خالد بن أحمد آل خليفة، والذي يُوصف بأنه "الرجل القوي" في المملكة. وأكد سلمان، في مؤتمر صحفي الأربعاء، أن سقف الحوار، الذي لا يزال في طور التكوين، هو "وثيقة المنامة"، المتفق عليها من قبل المعارضة، داعياً الحكومة البحرينية إلى "الاستفادة من اللحظة التاريخية، وبرمجة الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية قبل فوت الأوان"، على حد وصفه. وفي تحذير ضمني للحكومة، أشار أمين عام "الوفاق" إلى ما حدث لعدد من رؤساء الدول العربية، من بينهم "المخلوعان" التونسي زين العابدين بن علي، والمصري حسني مبارك، إضافة إلى اليمني علي عبد الله صالح، وكذلك الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي. وذكر سلمان أنه على استعداد أن يسافر إلى أي بلد لتحقيق هذا الحوار، ولكنه يفضل أن يكون في المنامة، كما أعلن عن تضامنه مع رجال الأعمال المتضررين من الأحداث الأخيرة، مشيراً إلى أن "الفساد والمحسوبية هي من أضر بالاقتصاد خلال ال50 سنة الماضية." كما هدد القيادي المعارض ب"تفجير المنطقة"، إذا ما تم إلحاق البحرين كإمارة بالمملكة العربية السعودية، واصفاً ذلك بأنه "هروب إلى الأمام." وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت السلطات الرسمية في البحرين عن اعتقال عدد من أنصار المعارضة، ممن تسببوا في "إثارة الشغب" في أنحاء مختلفة من المملكة الخليجية الثلاثاء، في الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات المناهضة للحكومة البحرينية، في دوار "اللؤلؤة"، في 14 فبراير/ شباط من العام الماضي. وحذرت السلطات البحرينية، في بيان لرئيس الأمن العام، اللواء طارق الحسن من أنها "لن تتهاون" مع من أسمتهم "المخربين." وذكر البيان أن مجموعات من "مثيري الشغب" قامت بأعمال فوضى وتخريب في عدد من قرى المملكة، مما أدي إلى إغلاق عدد من الشوارع، بهدف تعطيل الحركة المرورية، ومنع المواطنين من مزاولة أنشطتهم اليومية. وتابع أنه "عندما أنذرتهم قوات حفظ النظام إلى أن ما يقومون به من أعمال مخالفاً للقانون، قاموا بمهاجمتها بالزجاجات الحارقة (المولوتوف) والأسياخ الحديدية والحجارة، مما استوجب تعامل قوات حفظ النظام معهم، وفق الضوابط القانونية المتعارف عليها في مثل هذه الحالات، من أجل إعادة الوضع إلى طبيعته." وأضاف رئيس الأمن العام أنه تم إلقاء القبض علي مجموعة من "المخربين"، متهماً أفراد هذه المجموعة ب "تعطيل الحركة المرورية علي شارع خليفة بن سلمان، مما أدي إلي ترويع مستخدمي الشارع، وتعطيل مصالحهم." وأشار الحسن إلى أن قوات حفظ النظام أنذرت هؤلاء الأفراد بالتفرق، إلا أنهم لم يستجيبوا، واستمروا في تجاوز القانون، وقذف قوات حفظ النظام بالحجارة، دون أن تتوافر أي أنباء عن سقوط ضحايا نتيجة تلك المواجهات. وشدد المسؤول البحريني على أنه "لا تهاون مع المخربين، وتطبيق القانون هو الفيصل،" بحسب ما جاء في البيان الذي أوردته أيضاً وكالة الأنباء البحرينية الرسمية. ولفت رئيس الأمن العام إلى أن "مجموعة تخريبية أخرى، قامت بإحراق محول كهربائي في منطقة المقشع، وعمد أفرادها إلي تعطيل سيارات الدفاع المدني، من خلال قذفها بالزجاجات الحارقة، بهدف منعها من إطفاء الحريق." وحذر الحسن من أن "هذه الممارسات التخريبية لا تندرج أبداً تحت راية التعبير المكفولة قانوناً، وإنما تشكل أعمال فوضي تتنافي مع السلوكيات الحضارية التي يجب أن يلتزم بها الجميع، فضلاً عن أنها تمثل تهديداً للسلم الأهلي"، على حد قوله.