كشف الأمين العام لجمعية "الوفاق الإسلامية"، كبرى جماعات المعارضة الشيعية في البحرين، عن عقد لقاءات "سرية" بين ممثلين عن المعارضة وأحد كبار المسؤولين في الديوان الملكي، لبحث استئناف الحوار بين الحكومة والمعارضة . وقال الشيخ علي سلمان، أحد القياديين في صفوف المعارضة، إن اثنين على الأقل من كبار المسؤولين في جمعية "الوفاق" التقيا مسؤولاً رفيعاً في الديوان الملكي، دون أن يفصح عن اسم هذا المسؤول، إلا أن مصادر رجحت أن يكون وزير الديوان الملكي، خالد بن أحمد آل خليفة، والذي يُوصف بأنه "الرجل القوي" في المملكة. وأكد سلمان، في مؤتمر صحفي مساء الاربعاء 15 فبراير 2012 الأربعاء، أن سقف الحوار، الذي لا يزال في طور التكوين، هو "وثيقة المنامة"، المتفق عليها من قبل المعارضة، داعياً الحكومة البحرينية إلى "الاستفادة من اللحظة التاريخية، وبرمجة الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية قبل فوت الأوان"، على حد وصفه. وفي وقت سابق ، أعلنت السلطات الرسمية في البحرين عن اعتقال عدد من أنصار المعارضة، ممن تسببوا في "إثارة الشغب" في أنحاء مختلفة من المملكة الخليجية الثلاثاء، في الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات المناهضة للحكومة البحرينية، في دوار "اللؤلؤة"، في 14 فبراير/ شباط من العام الماضي. وحذرت السلطات البحرينية، في بيان لرئيس الأمن العام، اللواء طارق الحسن، حصلت عليه CNN بالعربية من أنها "لن تتهاون" مع من أسمتهم "المخربين." وذكر البيان أن مجموعات من "مثيري الشغب" قامت بأعمال فوضى وتخريب في عدد من قرى المملكة، مما أدي إلى إغلاق عدد من الشوارع، بهدف تعطيل الحركة المرورية، ومنع المواطنين من مزاولة أنشطتهم اليومية. وتابع أنه "عندما أنذرتهم قوات حفظ النظام إلى أن ما يقومون به من أعمال مخالفاً للقانون، قاموا بمهاجمتها بالزجاجات الحارقة (المولوتوف) والأسياخ الحديدية والحجارة، مما استوجب تعامل قوات حفظ النظام معهم، وفق الضوابط القانونية المتعارف عليها في مثل هذه الحالات، من أجل إعادة الوضع إلى طبيعته." وأضاف رئيس الأمن العام أنه تم إلقاء القبض علي مجموعة من "المخربين"، متهماً أفراد هذه المجموعة ب "تعطيل الحركة المرورية علي شارع خليفة بن سلمان، مما أدي إلي ترويع مستخدمي الشارع، وتعطيل مصالحهم." وأشار الحسن إلى أن قوات حفظ النظام أنذرت هؤلاء الأفراد بالتفرق، إلا أنهم لم يستجيبوا، واستمروا في تجاوز القانون، وقذف قوات حفظ النظام بالحجارة، دون أن تتوافر أي أنباء عن سقوط ضحايا نتيجة تلك المواجهات. وشدد المسؤول البحريني على أنه "لا تهاون مع المخربين، وتطبيق القانون هو الفيصل،" بحسب ما جاء في البيان الذي أوردته أيضاً وكالة الأنباء البحرينية الرسمية. ولفت رئيس الأمن العام إلى أن "مجموعة تخريبية أخرى، قامت بإحراق محول كهربائي في منطقة المقشع، وعمد أفرادها إلي تعطيل سيارات الدفاع المدني، من خلال قذفها بالزجاجات الحارقة، بهدف منعها من إطفاء الحريق." وحذر الحسن من أن "هذه الممارسات التخريبية لا تندرج أبداً تحت راية التعبير المكفولة قانوناً، وإنما تشكل أعمال فوضي تتنافي مع السلوكيات الحضارية التي يجب أن يلتزم بها الجميع، فضلاً عن أنها تمثل تهديداً للسلم الأهلي".