قرر سلاح الجو الأمريكي الاستغناء عن الخرائط المطبوعة والكتيبات الورقية ومخططات الرحلات وكذلك عن حقيبة الطيار الإلكترونية "EFB"، وهي عبارة عن جهاز إلكتروني لإدارة المهام والمعلومات، لتحل محلهم الحواسيب اللوحية، من أجل تقليص الوقت وتوفير المال. ويخطط سلاح الجو الأمريكي لشراء 18 ألف جهاز لوحي كحد أقصى لأطقم الطائرات والمتدربين لاستخدامها كبديل للحقيبة الإلكترونية. وأشار متحدث باسم السلاح الجوي أن الإدارة ستقوم بدراسة متأنية لكافة العروض التي ستتقدم لها من قبل الشركات المنتجة لمثل هذه الأجهزة لاختيار الأنسب لمتطلباتها، ولن يقع الخيار على شركة "آبل"، ومنتجها الشهير "آي باد2" تلقائياً. توفير الوقت والمال ووفقا للقيادة العسكرية للسلاح الجوي الأمريكي، فإن عنصري الوزن وسهولة الاستخدام لعبا دورا مهما في هذا التغيير، حيث ينبغي على القيادة تحديث المخططات والخرائط كل 28 يوما، الأمر الذي يستغرق وقتا طويلا، لكن مع اعتماد الأجهزة اللوحية يمكن اختصار الوقت الذي تأخذه هذه العملية. من جانبه أشاد مدير قسم العمليات بالقيادة العليا للسلاح الجوي الأمريكي، المايجور جنرال "ريك مارتن"، بأهمية التغيير في الوقت الراهن قائلا: "يعد الانتقال من نظام الطيران الورقي إلى الإلكتروني خطوة مهمة جدا ليس لتعزيز المبادئ الإنتاجية فحسب، بل لتقليص الوقت وتوفير المال على وزارة الدفاع الأمريكية أيضا". ويذكر أن عدة مؤسسات أمريكية، منها شركات طيران، قررت مؤخراً استبدال الكتيبات الورقية المطبوعة بأجهزة "آي باد"، بهدف خفض ميزانيتها، ومنحت وكالة الطيران الفيدرالية للخطوط الجوية الأمريكية "التجارية" الموافقة على استخدام أجهزة ال "آي باد" داخل قمرة القيادة، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. مخاوف البعض وبالرغم من خفة وزن الأجهزة اللوحية ومظهرها الأنيق، إلا أنها لا تحظى على إعجاب الجميع، فهناك عدد كبير من أطقم الطائرات غير مؤيدة لهذا القرار، على اعتبار أن هذه الأجهزة ليس بإمكانها أن تحل محل الرسوم البيانية والخرائط الورقية المطبوعة الموثوقة أكثر بالنسبة لهم. وضع المعارضون لاعتماد الأجهزة اللوحية سيناريوهات سلبية مثيرة للضحك، منها احتمال توقف الشاشة عن العمل أو حتى إمكانية أن ينسى الطيار شحن حاسوبه. لذا ينصح بعض المسؤولين في السلاح الجوي العمل على وضع بدائل وخطط احتياطية لمعالجة أي خلل قد يظهر في المستقبل.