اكتشف باحثون بريطانيون ومجريون أن أحد مركبات الكاكاو يمكن أن يوقف السعال المتواصل. جاء ذلك في تقرير نشرته مجلة \"اتحاد العلماء الأميركيين للبيولوجيا التجريبية\" (FASEB)، في العدد الصادر الأسبوع الماضي. فقد توصل فريق من الباحثين من كلية \"إمبريال كوليدج\" بلندن ومستشفى \"برومبتون\" الملكي وشركة \"تشينوين\" المجرية أن لمركب الثيوبرومين، الموجود في بودرة الكاكاو التي تستخدم في تصنيع الشوكولاته، فاعلية في إيقاف السعال المتواصل تكاد تزيد بمقدار الثلث عن فاعلية الأدوية المعتمدة على مادة \"الكودايين\"؛ التي يسود الاعتقاد أنها أقوى مثبط حالي للسعال. وأجريت الدراسة على 10 متطوعين أصحاء، تم تقسيمهم إلى 3 مجموعات. الأولى تناولت مركب الكودايين، والثانية مركب الثيوبرومين، أما أفراد المجموعة الثالثة فقد تناولوا مادة غير دوائية (بلاسيبو). وروعي ألا يعرف أي من المرضى الذين تجرى عليهم الدراسة أو الأطباء الذين يقدمون الجرعات لهم طبيعة المادة التي يتناولها كل فرد من هؤلاء المتطوعين. ثم قارن الأطباء القائمون على الدراسة بين فاعلية كل من الثيوبرومين والكودايين عن طريق المقارنة بين المقدار الذي سيتطلبه كل مريض من مادة \"كابسايسين\" ليصاب بالسعال. والكابسايسين هي المادة التي تستخدم في التجارب الإكلينيكية لإحداث السعال، وذلك لتجريب وقياس كفاءة أدوية السعال التي تكون قيد الاختبار. وقد وجد الباحثون أنه بالمقارنة بين أفراد المجموعة الذين تناولوا الكودايين، وأفراد المجموعة الثانية الذين تناولوا الثيوبرومين، وأفراد المجموعة الثالثة الذين تناولوا مادة غير دوائية، فإن إحداث السعال لدى المجموعة الثانية قد استدعى استعمال مقدار من مادة الكابسايسين يزيد بمقدار الثلث عن تلك التي تطلبها إحداث السعال لأفراد المجموعة الثالثة. أما المجموعة الأولى فقد تناولوا مقدارا يزيد بصورة ضئيلة عن تلك التي استعملتها المجموعة الثالثة. وخلاصة ذلك أن الثيوبرومين يفوق في قدرته على تثبيط السعال المتواصل الأدوية المضادة للسعال المعتمدة على الكودايين بمقدار الثلث تقريبا. ويُعتقد أن قدرة الثيوبرومين في تثبيط السعال المتواصل تعود إلى قدرته على تثبيط نشاط العصب المعروف باسم \"فاغس\" (vagus) المسؤول عن إحداث السعال. وأشارت الدكتورة ماريا بلفيسي، التي شاركت في إعداد الدراسة، إلى أنه لم يترتب على استعمال مادة الثيوبرومين أي آثار جانبية، ومن ثم فليس هناك قيود على مقدار الجرعة التي يمكن استخدامها لإيقاف السعال. وقد كان ذلك هو العائق التقليدي أمام استخدام جرعات أكبر من مثبطات السعال المستخدمة. من ناحية أخرى، فإن عدم وجود أي من الآثار الجانبية التقليدية لمثبطات السعال، كالنعاس مثلا، يجعل استخدام الثيوبرومين غير مقيد بوقت محدد، إذ أنه لن يؤثر سلبا على انتباه المرضى، ومن ثم فلا عائق أمام استعماله أثناء العمل على الآلات مثلا، أو قيادة السيارات. وهي المحاذير التي يجب الانتباه إليها عند استعمال أدوية السعال التقليدية.