لم تجد إحدى العوائل السعودية سوى اللجوء للمحكمة العامة بالرياض لتقديم دعوى ضد والدهم المدمن الذي رفض تزويج إحدى بناته لابن أخيه، على خلفية رفضه القاطع لفكرة تزوجيها بقوله إنه لا يريد ذلك. وبعد تقدم أولاده للقاضي واستدعائه أكثر من مرة لتزويج ابنته بموافقة جميع أفراد العائلة، ورغم طلبه وإبلاغه بالطرق النظامية المتبعة التي لم تجد أذناً صاغية من الأب المدمن، سقط في قبضة الشرطة ليلاً واقتيد في حالة غياب عن الوعي تماماً إلى مركز الشرطة، فيما طالب الأبناء باحتجازه حتى صباح اليوم التالي وإجباره على الحضور إلى المحكمة العامة، حسب طلب القاضي ناظر القضية. وحاول القاضي جاهداً أن يجد سبباً لرفض الأب تزويج ابنته فجاء رده بلا اهتمام، أنه ليس لديه بنات ليزوجهن، ليصدر القاضي بعدها صكاً شرعياً ينزع ولايته على أبنائه ويعطيها لأكبر أولاده الحاضرين رغم معارضة الأب التي لم يوقفها إلا تهديد القاضي بوضع القيود الحديدية في يديه وقدميه، وسط سيل من الكلمات الجارحة والخادشة لحياء أولاده لهم ولأمهم وابن أخيه، الذين وضعوه في هذا الموقف، على حد زعمه. وعندما جاءت اللحظة التي من المفترض أن يوقع فيها على ضبط القضية الذي على ضوئه يصدر صك ولاية الابن، لم يوقع إلا بعد وضع القيود الحديدية في يديه في مشهد درامي ومع تهديد القاضي له بوضعه في السجن فترة طويلة، ما جعله يشترط توقيعه مقابل إخراجه في الحال من قاعة المحكمة، ليفر هارباً بعد أن وضع حرية ابنته وولاية أبنائه لأكبر أولاده وعاد مجدداً لواقعه الأليم.