عبّر معارض سوري ومحلل سياسي كويتي عن اعتقادهما بأن إيران لا تملك أن تقدم مساعدة حقيقية وجادة لسوريا، وإن كانت ستسعى بقدر استطاعتها لإطالة أمد النظام في دمشق والذي قدم - حسب قولهما - خدمات مجانية لإيران لم تقدمها أي دولة لحليف أو دولة أخرى في الشرق الأوسط. وقال وليد البني، عضو الأمانة العامة مدير المكتب المركزي للعلاقات الدولية للمجلس الوطني السوري المعارض، إنه على إيران أن تهتم بشؤونها الداخلية ومشاكل شعبها، فالسوريون لا يريدون منها خيراً أو شراً، وهي - حسب قوله - غير قادرة على حماية نفسها من التهديدات التي تواجهها. وقال البني إن النظام الإيراني سيحاول كل ما في وسعه من أجل إنقاذ حليفه بشار الأسد، فما قدمه بشارلإيران مجاناً لم يقدمه نظام آخر في المنطقة لدولة أجنبية في هذه المنطقة العربية، موضحاً أن الإيرانيين سيسعون لإطالة عمر النظام ما أمكنهم ذلك، لكن الشعب السوري حسم أمره نهائياً. وشدد على أن النظام السوري لن يكتب له البقاء وبالتالي إيران ستخسر حليفاً استراتيجياً لها في "محور الشر" وستحاول قدر الإمكان أن تساعده ولكن لن يكون بمقدورها مساعدته في الاستمرار. وحول الوضع الميداني في سوريا قال البني إن الوضع لايزال على ما هو عليه وعمليات القتل لاتزال مستمرة، وكذلك الاعتقالات والنظام لن يستطيع أن يقدم شيئاً للمضي للأمام باتجاه راحة الشعب السوري وإيقاف آلته الهمجية التي تفتك بالشعب. وأشار البني إلى أن الجامعة العربية حاولت وفشلت في تقديم حلول حقيقية بحكم ما تملكه من إمكانيات وحدود قدراتها، وأوضح أن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لن يحتملا ما يحدث من سوريا من قتل وسفك للدماء يومياً، ولن يسمحا باستمرار المأساة، وأنه عاجلاً أم آجلاً سيتدخل المجتمع الدولي لإيجاد حل لوقف آلة القتل التي تفتك بالشعب السوري التي يعاني منها منذ أكثر من 10 أشهر. خوف من الحصار ومن جانبه قال فهد الشليمي، رئيس المنتدي الخليجي للأمن والسلام، إن إيران لها مشاكل في مضيق هرمز وفي لبنان وفلسطين والكويت، فالإيرانيون متشعبون بشكل كبير، وبالنسبة لسوريا فإنها دولة عربية والضحية هو شعب عربي وهم لا يتدخلون من أجل الشعب ولكن من أجل الحفاظ على بعض النظم التي يمكن أن تقف معهم. وأوضح أن إيران لم تطلق صاروخاً واحداً عندما تم الاعتداء على حزب الله وسوريا، ولم تقدم دعماً فعلياً وأخذت موقف المتفرج. ولكنه أشار إلى أن إيران قد تقدم تسهيلات ودعماً بسهولة للنظام في سوريا. ونوّه الشليمي إلى أن الحرس الثوري الإيراني يتفوق على النخب الحاكمة في إيران، وغالباً ما تأتي التصريحات والتهديدات من الحرس وليس من الإدارة السياسية. وختم الباحث السياسي بالقول إن إيران خائفة من الحظر الاقتصادي الشامل الذي من الممكن أن يحرمها من عائدات النفط، والتي تقدر بأكثر من 400 مليون دولار يومياً. وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في وقت سابق إنه لا يتدخل في الأحداث السورية وأن ما يحدث شأن داخلي لا صلة له به.