عندما قرر التوأم المغربي إيمان وسناء لغريس الانضمام إلى خلية جهادية وتفجير نفسيهما في مبنى البرلمان بالرباط في صيف عام 2003، وسجلتا سابقة في عالم الإرهاب حين غرر بهما، لم تكونا قد تجاوزتا الثالثة عشرة من عمريهما. وتبدأ حكاية التوأم المغربي إيمان وسناء اللتين جندتهما "القاعدة" لتنفيذ عملية انتحارية في مبنى مجلس النواب المغربي قبل أقلّ من 10 أعوام، حين كانت سناء وإيمان مجرد طفلتين لأم عزباء تركتهما تكبران في قاع المدينة وفوق أسطحها، فوقعتا فريسة سهلة للمجندين الإرهابيين. واقتنعت الفتاتان بأن الدفاع عن الدين يبدأ بتفجير محال الخمور ومرافق الدولة، واتخذتا من أسامة بن لادن أباً روحياً يعوضهما عن أب لم تعرفاه ولم تحملا اسمه. وقبل تنفيذ العملية ألقي القبض عليهما بتهمة الانتماء لتنظيم "السلفية الجهادية" والتخطيط لأعمال عنف، وفي التحقيق ورّطت الفتاتان نحو 48 رجلاً بعضهم لايزال قابعاً في السجن وبعضهم أفرج عنه في العفو الملكي الأخير أي بعد 8 سنوات. وأحدثت قضية إيمان وسناء صدمة في المجتمع المغربي؛ لأنهما تجمعان صغر السن والأنوثة في وقت لم يكن انخراط النساء والأطفال في العمليات الجهادية لتنظيم القاعدة بدأ فعلياً في العراق أو أفغانستان. ولكن هل عرفت إيمان وسناء بماذا تورّطتا أم أنهما كأي مراهقتين عاشتا ظروفاً سيئة أدت بهما إلى الجنوح الذي اتخذ طابعاً دينياً؟ هذا ما يتناوله الفيلم الوثائقي "إيمان وسناء.. توأما القاعدة". وعالج الفيلم قصة إيمان وسناء بلسانيهما ولسان من تابع قضيتهما، ومسار تجنيدهما وصولاً إلى سنوات السجن والعودة إلى المجتمع بعد الإفراج عنهما في 2007 بعفو ملكي خاص. ويظهر في الفيلم كيف أن حالة الفتاتين لغريس جرس إنذار مبكر جد، لم يحظ بالانتباه الكافي خارج الأوساط المغربية، كما يرد في ثنايا الفيلم. والفيلم من إنتاج قناة "العربية"، وأعدته بيسان الشيخ وأخرجه فراس زبيب، وسيعرض لأول مرة عند الساعة 20:00 بتوقيت غرينيتش من مساء الجمعة 30 ديسمبر 2011، والإعادة الساعة 14 بتوقيت غرينيتش من بعد ظهر الخميس 5 يناير 2012.