حمل رئيس لجنة التعديات في محافظة جدة المهندس سمير باصبرين من وصفهم ب«لصوص الأراضي» مسؤولية كارثة السيول التي حدثت في جدة الشهر الماضي. وقال : إن لصوص الأراضي نهبوا بطون أربعة أودية هي (قوس، كتانة، مريخ، وأم حبلين)، مشيرا إلى أن اللجنة عملت منذ سنوات على إيقاف أعمال البناء العشوائية وتحديدا في بطون الأودية، وأوقفت معظمها رغم اعتراضات من يدعون ملكيات المزارع والاستراحات التي أنشئت فيها. وأشار باصبرين إلى معاناة اللجنة مع لصوص الأراضي الذين بنوا استراحاتهم وعقومهم بعد أن أزالتها اللجنة مباشرة، مبينا أن بعض المواقع أزيلت ثلاث مرات ويعود واضعو أيديهم عليها لإعادة بنائها مجددا، ما دعا اللجنة إلى تسيير دوريات مراقبة للتأكد من عدم إعمار أراضي الدولة مرة أخرى. وعن تواجد منازل مسكونة في بطون الأودية قال باصبرين: إن توجيها ساميا يقضي بعدم إزالة المنازل التي تسكنها الأسر، وركزنا على الاستراحات والعقوم الترابية وتمكنا خلال ثلاثة أعوام من تحرير نحو 192 مليون متر مربع في مختلف مواقع جدة. وحول كيفية التأكد من عدم عودة المعتدين لأراضي ليست لهم، أكد باصبرين أن أمير منطقة مكةالمكرمة يعمل جاهدا لإنهاء مشكلة التعديات بشكل سريع، بالإضافة إلى مراقبة اللجان المتخصصة للمواقع، إلى جانب إنشاء مصورات جوية على جميع الأراضي التي حررتها اللجنة وسلمنا نسخا منها للجهات المعنية. ودعا باصبرين لصوص الأراضي في جدة إلى الاتعاظ من ما حدث من كوارث في محافظة جدة الشهر الماضي. مشيرا إلى أنه يوجد أشخاص مهمتهم الاستيلاء على الأراضي وبناء العقوم الترابية والاستراحات منذ سنوات في بطون الأودية وعليهم تقع مسؤولية كبيرة في ما حدث لجدة. وردا على سؤال عن وجود شكاوى مواطنين من استغلال ضعاف النفوس لأزمة جدة وسيطرتهم على بعض الأراضي البيضاء، قال باصبرين إنه لم يصل اللجنة أي شكوى حيال ذلك، إلا أن الحراثات الزراعية انتشرت بشكل هائل في جنوب وشرق وشمال جدة بعد الكارثة، وستزيل لجنة التعديات كل أعمال الحرث التي جرت لأن أغلبهم يعملون بعد الانتهاء من الزراعة بتسوير تلك المساحات ويدعون ملكيتهم لها. ولفت باصبرين بحسب عكاظ إلى أن لجنة التعديات ساهمت في رفع الضرر عن جدة بتسيير آلياتها ومعداتها مع الجهات الحكومية وعملت تلك الآليات في أول أيام الأزمة على فتح الطريق الواصل إلى مردم النفايات وانتقلنا إلى طريق مكةجدة القديم ولا نزال نعمل بشكل متواصل بهدف الانتهاء من تنظيف الطريق وإعادة استخدامه من جديد.