بنبرة يملؤها الحزن والألم يروي مهدي عريشي خال المعلمة ريم النهاري ل «عكاظ» تفاصيل جديدة من حياة معلمة القرآن التي لم يكن خيرها ليقتصر على أسرتها فحسب، بل شمل أهل الحارة كلهم، إذ كانت معروفة بحب الخير للناس وتعليمهم وإرشادهم ونصحهم وتوجيههم. يلفت العريشي خال الفقيدة إلى أن ريم توفيت وهي صائمة، فقد كانت دينة تدرس القرآن والعلوم الشرعية، تعلم الصغير والكبير وتفيد بعلمها أفراد أسرتها كلهم. أما والدها علي الذي يعمل في تحلية المياه محدود الدخل ويعتمد عليها كليا بعد الله، وفور سماعه نبأ وفاتها كان يردد «ما قيمة الحياة بدون ريم.. لا طعم للحياة بدون ابنتي». كانت ريم تعول أسرتها وعائلة عمتها رغم ظرفهم المادي الصعب، ورغم طموحها الكبير في الحصول على وظيفة مناسبة في سلك التعليم لإعالة أسرتها ومن تحت يدها إلا أن ذلك كان أبعد عليها من السماء، فالتحقت في هيئة التدريس في مدرسة أهلية لا يتجاوز الراتب الألفي ريال. البيت صغير ويكتظ بإخوتها، وأحدهم معوق، ورغم كل هذا كانت تخوض معترك الحياة المكتظ بالصعاب بنفس راضية أبية مرددة «الإنسان خلق في كبد»، إذ لم تكن لتتضجر أو تزيد على هذه العبارة التي باتت لازمة على لسانها لتتناسى المتاعب والآلام وضيق العيش وكدر الحياة. ورغم أن ريم لم تكن تتجاوز ال 25 وتعيش ريعان شبابها وأجمل سنين عمرها فمن البديهي أن يتقدم لها العرسان ليخطبوها إلا أنها كانت ترفضهم البتة وتقول «والدي وإخوتي أولى»، وكأنها بهذه العبارة تؤثرهم إلى حين تجاوز القنطرة التي يمرون بها.