أعلنت جماعة الحوثي أن مقاتليها في الأراضي اليمنية تعرضوا ل19 غارة جوية سعودية أمس الخميس، كما أنهم صدوا –حسب قولهم- زحفين مشتركين للجيش اليمني والسعودي، يأتي ذلك بينما أعلن الجيش اليمني أنه تمكن من السيطرة على مواقع هامة للجماعة. وقال بيان إلكتروني للحوثيين إنهم صدوا أمس زحفين من جهة السعودية أحدهما بمحاذاة جبل الرميح والآخر بمحاذاة قرية الغاوية. وأضاف البيان، الذي جاء بمناسبة مرور شهر على اندلاع المعارك مع الجيش السعودي، أنه بعد صد الزحفين عاود القصف الجوي والصاروخي على القرى اليمنية، وأكد أن عدد الغارات الجوية بلغ حتى مساء الخميس أكثر من 19 غارة. وكان الحوثيون أعلنوا في بيان سابق أمس لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تعرض مقاتليهم ل40 غارة جوية مساء الأربعاء، واشروا إلى أن القصف السعودي والغارات الجوية لم تتوقف على مديرية الملاحيظ وشدا ورازح وجبل المدود وجبل الدخان وجبل الرميح. وحسب البيان الأخير الذي لم يشر إلى حجم الخسائر في مواجهات أمس من الجانبين، شنت القوات السعودية خلال فترة شهر أكثر من 600 غارة بطائرات إف 16 وتورنادو وأباتشي، واستخدمت أكثر من 5000 صاروخ وعشرات قذائف الدبابات والمدفعية. وحذر البيان الجيش السعودي من \"مغبة الاستمرار في غيه وعدوانه\"، وأشار إلى أن الحوثيين قرروا فتح \"باب التطوع\" لمواجهة \"العدوان الأجنبي على بلدهم وفتح جبهات جديدة\" وذلك \"استجابة للضغوط الشعبية\". وخلفت المواجهات بين الحوثيين والجيش السعودي منذ الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عددا من القتلى والجرحى، لكن لا توجد إحصاءات رسمية بشأنهم. مخيمات للنازحين السعوديين من المناطق والقرى الحدودية مع اليمن وتزامن بيان الحوثيين مع إعلان وزارة الدفاع اليمنية أمس على موقعها الإلكتروني أن الجيش تمكن من تدمير المتاريس التي أقامها الحوثيون في محور سفيان، وأنه تمكن من السيطرة على طريق سفيان-الجوف وشرق خط برط بعد هجوم متقن. وذكر البيان نقلا عن مصادر محلية أن الجيش ألحق بالحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وأنه تمكن من قتل عدد من قياداتهم الميدانية، وأكدت تلك المصادر أن \"العديد من عناصر التمرد\" شوهدت تفر هاربة. يأتي ذلك فيما تتواصل الأزمة الإنسانية، حيث أدى القتال بين الحكومة اليمنية والحوثيين إلى نزوح ما يصل إلى 175 ألف شخص منذ اندلاع القتال بين الجانبين عام 2004، في حين تقدر مصادر رسمية سعودية عدد النازحين السعوديين بأكثر من 25 ألفا أخليت مساكنهم في نحو 270 قرية حدودية. وكان ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز زار الأربعاء وحدات القوات المسلحة في منطقة جازان على الحدود الجنوبية مع اليمن، وأكد في كلمة أمام الجنود قدرة قواته على حماية البلاد \"من كل عابث أو إرهابي أجير\" وأمر بإنشاء عشرة آلاف مسكن للمواطنين السعوديين النازحين بسبب هذه المعارك.