في الوقت الذي يعمد الكثير من المواطنين إلى تخصيص جزء من موازنتهم الشهرية لشراء متطلبات عيد الأضحى وكسوة الشتاء، اضطر آخرون إلى مضاعفة مصاريفهم الغذائية تحسباً لاشتعال أسعار المنتجات الزراعية التي اعتاد التجار المبالغة في أسعارها في فصل الشتاءفي حين يأمل الكثير من ملاك المزارع تعويض خسارتهم المادية جراء كلفة البيوت المحمية من جهة، وتلف محاصيلهم من جهة أخرى. أما أصحاب البسطات فلم يكن لهم خيار آخر لتعويض ثمن إيجارات مواقعهم سوى مضاعفة سعر المنتج في السوق. وأوضح تاجر الخضراوات المدير العام لمزرعة الأبراج محمد علي، أن التناقض الكبير في أسعار النوع الواحد من الخضراوات قبل حلول فصل الشتاء وخلاله تعود إلى تباين الجو وتراوحه ما بين معتدل وقارس، وكذلك المحصول المتوافر، فإذا كان الجو شديد البرودة يعاني صاحب المزرعة من تلف الكثير من محاصيله وخسارته، ما يضطره لبيع الصالح منها بسعر مرتفع لكثرة الطلب عليها وتعويض كلفة الإنتاج. وأشار إلى الكلفة العالية من أسمدة ومبيدات وأيدي عاملة وبيوت محمية وكلفة نقل المنتج، موضحاً أن الذي يحدد سعر المنتج في السوق ليس مالك المزرعة أو التاجر وإنما الثمن التي يفترضه الحراج والاجتهاد. من ناحيته، أكد مالك إحدى المزارع متعب عبدالله أن ارتفاع الأسعار في فترة المواسم والمناسبات مثل شهر رمضان والأعياد وموسم الحج لا تقتصر على المنتجات الزراعية فقط، وإنما يشمل كل السلع التي يستهلكها المواطن. وأشار إلى كلفة إنشاء البيوت المحمية وما تتطلبه طبيعة المحاصيل الزراعية من وقود للتدفئة وتبريد، إضافة إلى المستلزمات الزراعية الباقية، موضحاً أنه ليس من مصلحة مالك المزرعة رفع الأسعار، لأن المشتري سيعمد إلى الشراء من آخر اقل سعراً. وتابع: أقوم باستيراد الطماطم والبصل من سورية ولبنان وتركيا، ويتضاعف الاستيراد في بعض مواسم السنة مثل رمضان والحج، وترتفع أسعار المنتج المحلي بنسبة 200 في المئة، في حين أن المستورد يزيد 30 في المئة، إذ يفضل المواطن المحلي على المستورد . من جانبه، أوضح صاحب مزرعة يدعى عبدالله وتبلغ مساحة مزرعته 60 هكتاراً أن هناك تبايناً كبيراً بين الإنتاج طوال السنة عنها في فصل الشتاء، إذ يهبط الإنتاج في فصل الشتاء، موضحاً أن ارتفاع الأسعار يقتصر على بعض المحاصيل من دون أخرى لكثرة الطلب عليها، مثل الطماطم والخيار، وذلك يرجع إلى كلفة زراعتها داخل بيوت محمية مكيفة، والتي تبلغ كلفة البلاستيكية منها 12 ألف ريال. وأشار إلى أنه يقوم بتقليص مساحة الأرض المزروعة في الشتاء لتخوفه من تلف المحصول وتكبده خسارة كبيرة، ويزرع 40 بيتاً محمياً، في حين يقوم في الأوقات العادية باستغلال 100 بيت بلاستيكي. وعن الاتهام الموجه للمزارعين باستغلال المستهلكين، قال إن سوء آلية تسويق المنتجات الزراعية ومضاعفة البائع لسعرها داخل السوق أسهم في ارتفاع أسعارها، مشيراً إلى انه يقوم بيع 15 كيلو من الخيار بقيمة 25 ريالاً، ثم يقوم صاحب المبسط ببيع الكيلو بأربعة ريالات. من جانبه، رأى مدير شركة العالمية للتموين في جدة المتخصصة في تموين الفنادق والمحال التجارية عبدالعزيز عبدالله أنه في الفترات العادية نقوم بتزويد شركات القطاع الخاص بالخضراوات بمعدل شاحنة واحدة يومياً، في حين أنه في مواسم معينة مثل الحج نعمد إلى تزويدها بشاحنتين وسيارة صغيرة يومياً.