توفي الرئيس السابق للهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى في السعودية الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل عن عمر يناهز 97 عاماً في العاصمة الرياض. وكان الشيخ ابن عقيل عضواً في هيئة الإفتاء بالسعودية، وتنقل بين عدد من محاكم المملكة في جازان وفرسان والخرج ثم في العاصمة الرياض، إلى أن أصبح عضواً في هيئة التمييز، وهي السلطة القضائية الأعلى في السعودية. وولد الشيخ عبدالله في مدينة عنيزة عام 1335ه، وتعلم على يد والده الشيخ عبدالعزيز العقيل، وحفظ القرآن الكريم، وعددًا من المتون التي كان طلبة العلم يحفظونها في ذلك الوقت ويتدارسونها. والتحق بعد ذلك بحلقات الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي (رحمه الله)، وقد لازمه ملازمة تامة؛ فتعلم عليه القرآن الكريم، والتفسير، والتوحيد، والحديث، والفقه، واللغة. وفي الوقت الذي عمل فيه الشيخ عبدالله قاضيًا في مدينة الرياض استفاد من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (رحمه الله)، فلازمه واستفاد منه علمياً، حيث انضم إلى حلقاته حتى اختاره للعمل معه عضوًا في دار الإفتاء لمدة 15 عامًا؛ فاستفاد من أخلاقه. وفي رمضان سنة 1365 ه نقل الشيخ بأمر من الراحل الملك عبدالعزيز إلى محكمة الخرج، وذلك باقتراح من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ولم يدم مكوث الشيخ عبدالله في محكمة الخرج إلا قرابة السنة، حيث تم نقله إلى المحكمة الكبرى في الرياض، وقد كان ذلك في شوال سنة 1366 ه. وحين افتتحت دار الإفتاء في الرياض برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، عين الشيخ عبدالله بن عقيل عضوًا فيها بأمر الملك سعود وباشر عمله في رمضان سنة 1375ه. وأثناء عمل الشيخ عبدالله في دار الإفتاء أصدر مجموعة من العلماء برئاسة سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم صحيفة الدعوة، وكان فيها صفحة للفتاوى، تولى الإجابة عليها أَوَّلَ أمرِها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، ثم وكّل للشيخ عبدالله بن عقيل تحريرها، والإجابة عن الفتاوى التي تَرِدُ من القراء، وقد كان من نتاجها هذه الفتاوى التي تطبع لأول مرة. وفي عام 1392 ه تشكلت الهيئة القضائية العليا برئاسة الشيخ محمد بن جبير، وعضوية الشيخ عبدالله بن عقيل، والشيخ عبدالمجيد بن حسن، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ غنيم المبارك. ومن الهيئة القضائية العليا انتقل عمل الشيخ إلى مجلس القضاء الأعلى الذي تشكل برئاسة وزير العدل في ذلك الوقت الشيخ محمد الحركان، حيث تعين فيه الشيخ عبدالله عضوًا، إضافة إلى عضويته في الهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى، وذلك في أواخر عام 1392 ه. وقد اختير الشيخ عبدالله بن عقيل لعضوية مجلس الأوقاف الأعلى إبّان إنشائه في سنة 1387 ه، واستمر في عضويته إلى جانب أعماله التي تقلدها حتى بلغ السن النظامي للتقاعد في سنة 1405 ه. وترأس بعد تقاعده الهيئة الشرعية التي أنشئت للنظر في معاملات شركة الراجحي المصرفية للاستثمار، ومن ثم تصحيح معاملاتها بما يوافق الشريعة، وكانت اللجنة تضم في عضويتها كُلًّا من الشيخ صالح الحصين (نائبًا للرئيس) والشيخ مصطفى الزرقاء، والشيخ عبدالله بن بسام، والشيخ عبدالله بن منيع، والشيخ يوسف القرضاوي. وقد فرَّغ الشيخ عبدالله نفسه - منذ أن تقاعد من العمل الرسمي - للعلم وأهله وطلبته، فلا تكاد تجده إلا مشغولًا بالعلم تعلمًا وتعليمًا، بالإضافة إلى إجابة المستفتين حضوريًّا وعلى الهاتف.