سجلت أسعار التمور مع بداية دخول شهر رمضان ارتفاعاً ملحوظاً يصل إلى أكثر من 30 في المئة. وأرجع متعاملون في سوق التمور في محافظة جدة هذا الارتفاع إلى نقص في الإنتاج مقارنة بالعام الماضي وارتفاع الطلب، موضحين أن نسبة الإقبال على التمور بشتى أنواعها تشهد خلال شهر رمضان ارتفاعاً يصل إلى 90 في المئة عن أشهر السنة الأخرى. وقال ل «الحياة» المسؤول في محل النادر للتمور سامي السلمي: «يعتبر شهر رمضان موسماً بالنسبة إلى سوق التمور، إذ يرتفع استهلاك التمور فيه بصورة كبيرة، ويزداد الإقبال بنسبة تصل إلى 90 في المئة»، مضيفاً أن السوق شهدت خلال الفترة الماضية ارتفاعاً في الأسعار وصل إلى أكثر من 30 في المئة بسبب نقص إنتاج التمور مقارنة بالعام الماضي. وبيّن السلمي أن السكري والخلاص هما أكثر أنواع التمور رواجاً خلال رمضان، ويصل سعر الكيلو من السكري إلى 30 ريالاً، في حين يصل الكيس منه إلى 80 ريالاً، أما الخلاص فيبلغ سعر الكيلو منه 50 ريالاً والكيس 150 ريالاً، إضافة إلى الإقبال على الصقعي، والروثانة، والرطب. من جانبه، أكد تاجر التمور محمد الأحمدي أن «السوق شهدت هذا العام نقصاً في الإنتاج وارتفاعاً في جودة التمور الموجودة مقارنة بالعام الماضي»، مبيناً أن ذلك أسهم في تحقيق ارتفاع ملحوظ في الأسعار بالمقارنة مع شهر رمضان المبارك خلال العام الماضي. وأشار إلى أن نسبة الإقبال على التمور ترتفع بصورة كبيرة خلال شهر رمضان، إذ تصل إلى أكثر من 90 في المئة، وهذا يجعل منافذ بيع التمور تبدأ استعداداتها لشهر رمضان منذ فترة طويلة لتوفير جميع أنواع التمور، خصوصاً التي تشهد رواجاً خلال هذه الفترة، مثل السكري، والخلاص، والعجو الذي تتراوح أسعاره بين 70 و 90 ريالاً للكيلو، والمجدولي الذي تتراوح أسعاره بين 30 و 50 ريالاً. يذكر أن السعودية تدعم محصول التمور منذ عقود عدة من حيث الإنتاجية والتصنيع، إذ أطلقت أول برنامج لتصنيع التمور في المدينةالمنورة عام 1963، إضافة إلى منحها دعماً قدره 50 ريالاً عن كل نخلة تغرس، و25 هللة عن إنتاج كل كيلوغرام من التمر. وتواصل الدعم الحكومي للتمور في عام 1979 حينما بدأت في شراء التمور من المزارعين لتعبئتها في مصنع أسسته خصيصاً لهذا الغرض في محافظة الأحساء، بجانب إعطاء قروض بواقع 150 ريالاً عن كل نخلة تغرس. كما تقوم السعودية بشراء 21 ألف طن سنوياً من إنتاج المزارعين من التمور، بواقع 3 ريالات للكيلوغرام الواحد لتوزيعها مجاناً على المحتاجين، ويخصص جزء منها لدعم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. وتمتلك السعودية حوالى 23 مليون نخلة تنتج أكثر من 350 نوعاً من التمور يتوزع إنتاجها السنوي بمعدل 202 ألف طن في الرياض والقصيم، تليهما المنطقة الشرقية بحوالى 98 ألف طن، وعسير والباحة 80 ألف طن، وحائل 53 ألف طن، والجوف 25 ألف طن، وتبوك والمدينةوالمنورة ومكة المكرمة بأكثر من 129 ألف طن. ويقدر عدد المصانع السعودية العاملة في مجال التمور بحوالى 65 مصنعاً تستهلك نحو 75 ألف طن، تمثل نسبة تتراوح بين 13 و 14 في المئة من الإنتاج السنوي للتمور.