كشف مصدر قريب من تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أمس أن الانتحاري الذي فجر نفسه بسيارة مفخخة أول من أمس في رتل عسكري أمام إحدى ثكنات الجيش في عدن (جنوب) سعودي الجنسية يدعى تركي سعد محمد قليص الشهراني ويلقب ب «البتار». وقال المصدر في اتصال هاتفي مع «الحياة» في صنعاء إن الشهراني لم يكن مدرجاً على قائمة المطلوبين للأجهزة الأمنية اليمنية، وانه كان تسلل إلى اليمن من السعودية قبل فترة، وتمكن من الالتحاق بتنظيم «القاعدة» قبل أن يلقى حتفه الأحد في عملية انتحارية أدت الى مقتل 9 عسكريين يمنيين على الأقل وجرح أكثر من عشرين آخرين. وفي الرياض، قالت مصادر مطلعة إن الشهراني هو المطلوب الرقم 8 في قائمة ال 47 للمطلوبين في خارج المملكة، وأشارت الى أن السلطات اليمنية التي جرى إبلاغها بوجوده على أراضيها عرضت مكافأة قدرها 50 ألف دولار لمن يساعد في القبض عليه. إلى ذلك، قالت مصادر محلية في أبين أن خمسة مسلحين ينتمون الى «القاعدة» بينهم أسامة الفضلي، نجل الشيخ طارق الفضلي، قتلوا في اشتباكات مع رجال القبائل في منطقة لودر أمس. وأضافت أن القبائل المساندة لوحدات الجيش احتجزت ستة مسلحين آخرين من التنظيم. وأشارت إلى أن مديرية لودر تشهد هدوءاً حذراً بعد انسحاب العديد من المسلحين المتشددين الى خارجها. من ناحية ثانية، رفضت أحزاب المعارضة اليمنية في تكتل «اللقاء المشترك» خطة حكومية لإجراء حوار يهدف الى إخراج اليمن من الاضطرابات التي يشهدها منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح قبل نحو ستة أشهر، وقالت إنها لم تسمع عن «خريطة الطريق» هذه. وكان نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلن الأحد أن «خريطة طريق» ستعلن خلال أسبوع وتنص على بدء حوار مع مختلف أحزاب المعارضة. لكن المعارضة أكدت مجدداً رفضها لأي محادثات مع الحكومة الى حين توقيع الرئيس علي صالح على نقل السلطة بموجب المبادرة الخليجية. وقال أحد قادتها محمد باسندوة لوكالة «رويترز» إن المعارضة «ليست على علم بأي خريطة طريق»، وأن لا وجود لمثل هذا الأمر، وأن المعارضة «قررت عدم الدخول في أي حوار حتى يتم توقيع المبادرة الخليجية أو نقل السلطة الى نائب الرئيس». وكان قيادي في أحزاب «اللقاء المشترك» كشف عن دعوة حملها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر أثناء زيارته الأخيرة لصنعاء تتضمن استئناف الحوار مع نظام الرئيس صالح في دولة الإمارات العربية المتحدة برعاية أممية. وأضاف أمين سر القيادة المركزية في حزب «البعث» اليمني عبدالحافظ نعمان في ندوة عقدها في «ساحة التغيير» إن بن عمر نقل للمعارضة «قلق المجتمع الدولي من الوضع المتدهور في اليمن، وانفلات الوضع الأمني، وضعف الإدارة، وافتقار البلد إلى أبسط الخدمات، لكننا شددنا على أنهم إذا كانوا يدركون جيداً خطورة الوضع فعليهم أن يفعلوا شيئاً لتحريك المسار السلمي لانتقال السلطة، وأبلغناهم رفضنا أي حوار أو تفاوض قبل انتقال كامل للسلطة وتنحي علي صالح».