طالب أولياء أمور الطالبات اللاتي لم يتم قبولهن، في التخصصات الطبية والهندسة، بسبب ارتفاع نسبة معدلات القبول ، بزيادة أعداد المقبولين حتى تنخفض النسب، وتقليل القبول في التخصصات التي تعاني من فرص وظيفية لا يحتاجها سوق العمل. وأشاروا إلى أن محدودية القبول في بعض التخصصات المهمة أدى إلى ارتفاع نسبة المعدلات، الأمر الذي حرم آلاف الطالبات من الالتحاق بكلياتٍ تحقق طموحهن وآمالهن، داعين وزارة التعليم العالي إلى إعادة هيكلة أعداد المقبولين في الكليات السعودية، حتى تتاح الفرصة، إلى قبول أكبر عدد ممكن من الطلاب والطالبات، في تخصصات مطلوبة في سوق العمل، وتعاني المملكة نقصاً فيها. وقال أحمد السالم (ولي أمر طالبة لم يتم قبولها بسبب المعدل) أن درجة الاختبار التحصيلي لم تكن مناسبة مما أدى إلى انخفاض المعدل العام بالرغم من أنها حصلت على 98 في المئة في الثانوية العامة، وكانت النتيجة أن تحولت طموحات ابنتي من دراسة العلوم الطبية إلى إحدى الكليات التي لا ترغب فيها. وأشار إلى أن زيادة أعداد المقبولين، في التخصصات المرغوبة من شأنه أن يتيح الفرصة لأصحاب النسب الأقل للقبول في الجامعات، مضيفاً أن كثيراً من الطالبات لا يلتحقن بكليات كن يأملن الالتحاق بها. وطالب فهد الشمري (ولي أمر طالبة لم يتم قبولها في تخصص كانت تطمح إليه) بإيجاد حل لمعدلات القبول العالية التي تطلبها الجامعات السعودية للتخصصات المهمة للبلد، مضيفاً أن ابنته كانت تطمح في كلية العلوم الإدارية، وبما أن معدلها 81 في المئة لذلك لم تحظ بهذه الفرصة، وتم تحويلها إلى كلية أخرى لا ترغب فيها. وأوضح أن زيادة أعداد المقبولين في هذه التخصصات في جميع جامعات السعودية، من شأنه أن يسهم في خفض نسبة معدل القبول، مؤكداً أن الطالب والطالبة بحاجة إلى اجتياز اختبارات القدرات والتحصيلي اللذين أصبحا أهم من الثانوية العامة. وأشارت الطالبة نورة إبراهيم الحاصلة على نسبة 78 في المئة (الاختبار التحصيلي) أن عدم قبولها في كلية التصميم والعمارة الداخلية، وحصولها على مقعد في كلية العلوم في الدمام، أحبط آمالها، وأوقعها في حيرة من أمرها، موضحة «فوجئنا أن رغبات الالتحاق في كليات وأقسام داخل جامعة الدمام لم تتحقق ولم تؤخذ في عين الاعتبار من قبل وحدة القبول والتسجيل، إذ تم قبولنا بحسب الشواغر لديهم، فهل يعقل أن نلتحق بتخصصات كالزراعة، والجغرافيا، والكيمياء، والفيزياء، وغيرها من التخصصات التي لا تناسب طموحنا وآمالنا». واعتبرت أن الأزمة التي يعيشها الطلاب والطالبات «لن تنتهي، طالما أن مسألة احترام رغبة الطالب لم تتحقق، فنحن في عصر التنمية والازدهار»، متسائلة عن الأسباب «التي تمنع من تحقيق رغباتنا في التعليم؟»، وأضافت «توقفت أنا ومجموعة من صديقاتي عن التسجيل ومتابعة آلية القبول للفرصة الثانية، وفضلنا الالتحاق في برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي، الذي سيبدأ في شوال، وهذا الأمر خفف من وطأة قبولنا في كليات، لا تقدم المستوى التعليمي المناسب وأصبحت تابعة للجامعات بالمسمى فقط دون المضمون الفعلي، ولا يحتاجها سوق العمل». وانتقدت عدم إدخال تخصصات حديثة على الكليات (خارج المدينة الجامعية)، وأوضحت «تخصص رياض الأطفال في كلية الآداب، هو ما تم استحداثه، إضافة إلى دراسات قرآنية، علماً أن الجامعة نفسها استحدثت تخصصات متنوعة كالعلوم الإدارية، وطب الأسنان للطالبات، وأقسام أخرى مهمة ولكن بقبول عدد محدود جدا». وكانت جامعة الدمام أعلنت الأسبوع الماضي، عن آلية القبول والتسجيل، ومعدلات القبول في الكليات التابعة لها، وحددت نسب القبول للثانوية العامة، المطلوبة لكلياتها المختلفة، واحتلت كلية التصاميم المخصصة للطالبات النسبة الأعلى، بحيث لا تقل نسبة الثانوية عن 95 في المئة، ونفس النسبة أيضاً لكلية علوم الحاسب، وبين عميد القبول والتسجيل في الجامعة الدكتور عبدالله باموسى أن نسبة القبول في كلية الطب وطب الأسنان والعلوم الطبية التطبيقية لا تقل عن 90 في المئة، لطلاب وطالبات الثانوية العامة، وكلية التمريض 85 في المئة للطلاب و90 في المئة للطالبات، و85 في المئة لكلية الهندسة والعمارة والتخطيط للطلاب، و80 في المئة لكلية العلوم الإدارية للطلاب، و85 في المئة للطالبات (نظري)، وبالنسبة لكلية التربية فلم تُحدد نسب القبول، مبيناً أن النسب تنطبق على الكليات داخل المدينة الجامعية بالدمام وداخل مدينة الدمام.