أكد نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن هناك شبه اتفاق مع المعارضة على الحوار بأسلوب جاد وبخطة جديدة بما يؤدي إلى الوئام والسلام وتجنيب اليمن المآسي وويلات الحرب, مشيراً الى أنه تم معالجة الكثير من الأمور وصولاً الى التهدئة الإعلامية والأمنية واللقاءات مع المعارضة بكل أطيافها بما في ذلك الشباب. وقال القائم بأعمال الرئيس صالح خلال استقباله اليوم مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، جون برينان, أنه ومنذ إصابة الرئيس اليمني في حادثة مسجد دار الرئاسة في 3 يونيو/حزيران الماضي قد نجح في إنجاز معالجات سريعة للوضع المتأزم في بلاده بدءاً من العمل على وقف إطلاق النار في العاصمة صنعاء وتنفيذ بقية النقاط المتمثلة في إخراج المسلحين من المدن وفتح الطرقات والشوارع وتوفير التموينات المختلفة، مضيفاً أن "النقطة الأخيرة المتصلة بتوفير النفط ومشتقاته والغاز والكهرباء وغيرها لاتزال محل نزاع وتجاذب، ولابد من التعاون المخلص من جميع الأطراف وبما لا يعرض أفراد المجتمع للعقاب الجماعي المتعمد". ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" فقد أكد هادي أن الناس جميعاً لم تعد تحتمل هذا العذاب خصوصاً التكرار المستمر للاعتداءات على خط الكهرباء والنفط ما يعرض حياة الكثيرين للخطر المميت. ومن جانبه، فقد عبّر مساعد الرئيس الأمريكي عن تقدير الإدارة الأمريكية للجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها نائب الرئيس اليمني والقائم بأعمال صالح, وطريقة معالجته بأسلوب ناجح لتلافي الوضع المتفجر وصولاً إلى التهدئة والحوار مع المعارضة. وتعد هذه المرة الثانية التي تعبر فيها الإدارة الأمريكية عن تقديرها لنائب الرئيس اليمني وإشادتها بجهوده لتهدئة الوضع وإيجاد معالجات للازمة اليمنية, بعد أن كان أعلن ذلك مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان خلال زيارته لصنعاء أواخر الشهر الماضي. مخاوف من "أفغانستان جديدة" واعتبر محللون سياسيون يمنيون أن لقاء مساعد الرئيس الأمريكي بنائب الرئيس اليمني بعد أن كان التقى أمس الرئيس صالح في جناح إقامته بالمستشفى العسكري بالعاصمة السعودية الرياض, يعطي مؤشرات واضحة على المساعي الأمريكية لإحداث انتقال سلس وسلمي للسلطة ورؤيتها لعبدربه منصور هادي كرئيس انتقالي جيد مع تمكين صالح من البقاء كرئيس فخري للبلاد. وتحدث ل"العربية.نت" المحلل السياسي كامل عبدالغني، مشيراً إلى أن حديث نائب الرئيس اليمني عن أن هناك شبه اتفاق مع المعارضة وبخطة جديدة تشير الى توجه لمزاوجة المبادرة الخليجية مع بيان مجلس الأمن ومقترحات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر, وبما يدفع باتجاه الإبقاء على الرئيس صالح حتى نهاية ولايته الرئاسية في سبتمبر 2013 مع نقل صلاحياته الفعلية أو جزء كبير منها لنائبه عبدربه منصور هادي وفي نفس الوقت تشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها المعارضة. ولفت عبدالغني إلى أن الرئيس أوباما عندما يبعث مساعده لشؤون مكافحة الإرهاب للقاء المسؤولين اليمنيين وقادة دول المنطقة، فذلك رسالة من واشنطن إلى أن مسألة نقل السلطة في اليمن مرهونة بالنسبة للولايات المتحدة بملف الإرهاب، وكيف سيكون عليه الحال في أي متغيرات قادمة, كونها لا تريد أن ترى أفغانستان جديدة في المنطقة. ومن جانبه، قال الكاتب والصحافي صدام أبوعاصم ل"العربية نت": جميع الأطراف المؤثرة في الساحة اليمنية سواء من الداخل أو الخارج قد رضوا عن النائب عبدربه منصور هادي وأجمعوا على تسلمه قيادة المرحلة الانتقالية, وقد بذل جهوداً في تهدئة الأوضاع الى حد كبير, لكن ما ينبغي قوله للقائم بأعمال الرئيس صالح هو أن الشعب يريد حلولاً جذرية لكل هذه الأزمات، وما لم يتم ذلك فإن عبدربه سيفقد الهالة التفاؤلية التي بناها الشعب اليمني حوله في ظرف صعب ودقيق.