قال باحثون أوروبيون إن إغلاق المدارس يمكن أن يخفض انتشار وباء إنفلونزا الخنازير بمقدار الخمس، لكن تأثير الإغلاق السلبي على الاقتصاد يجب أن يقاس بالمقارنة مع حجم المزايا. ودرس الباحثون بيانات من ثمان دول أوروبية وخلصوا إلى أن إغلاق المدارس في حالة حدوث وباء مرض معد مثل إنفلونزا الخنازير سيخفض الاتصال عن قرب 10% ويخفض انتشار الفيروس بنسبة 21%. وقال نيل هنز من جامعة هاسليت وانتويرب في بلجيكا الذي قاد البحث \"الأطفال من أهم عوامل نشر المرض عن قرب بسبب طبيعة تواصلهم الاجتماعي الحميمي وطبيعة صحتهم العامة\". وأضاف \"تقليص احتمالات الاتصال ذو نفع كبير في حالة حدوث وباء عالمي\". وطلبت السلطات من آلاف الأطفال عدم الذهاب إلى المدارس في محاولة لمنع انتشار إنفلونزا الخنازير لدى ظهوره في بريطانيا أول الأمر في أبريل/نيسان الماضي، كما أغلقت المدارس بشكل متقطع في مناطق أخرى من أوروبا. وقررت غالبية الدول عدم اللجوء إلى قرار إغلاق المدارس لأن الفيروس انتشر على نطاق واسع بين الناس ولأن إغلاق المدارس سيعني غياب عاملين في قطاع الصحة وقطاعات حيوية أخرى عن العمل لرعاية أطفالهم مما سيخفض الإنتاج ويضر اقتصادات متضررة بالفعل جراء الأزمة المالية العالمية. وفي هذه الأثناء تزايدت حالات الوفاة بالإنفلونزا حيث أعلنت مصر اليوم الجمعة عن حالتي وفاة بالمرض ليرتفع عدد الوفيات هناك إلى 17 منذ يوليو/تموز الماضي. وقال رئيس الإدارة المركزية للشؤون الوقائية بوزارة الصحة عمرو قنديل إن امرأة عمرها 52 عاما تدعى شادية أحمد نقلت إلى مستشفى في محافظة المنيا جنوبي القاهرة أمس الخميس مصابة بارتفاع في درجة الحرارة واحتقان في الحلق والتهاب رئوي خفيف وتوفيت في اليوم نفسه. وأشار قنديل إلى أن صادق دميان (55 عاما) توفي بالمرض بعد دخوله مستشفى في محافظة المنيا أيضا بالأعراض نفسها يوم الأربعاء الماضي. وسجلت الجزائر أول وفاة بإنفلونزا الخنازير، وكان ضحاياها امرأتين ورضيعا. ولم تحدد وزارة الصحة الجزائرية تاريخ الوفيات بهذا البلد الذي سجل حتى الآن 274 إصابة. وقتل الفيروس سبعة آلاف شخص على الأقل في جميع أنحاء العالم منذ ظهوره بالمكسيك في أبريل/نيسان الماضي. وفي تونس ارتفع عدد الإصابات حتى منتصف الشهر الجاري إلى 338 حسب وزارة الصحة. وتباينت وتيرة انتشار الوباء بين بلد وآخر، ففي فرنسا قالت وزيرة الصحة روزلين باشلو أمس إن الوتيرة تتزايد، وسُجلت الأسبوع الماضي 22 وفاة، بعد أن كان المعدل ثمانية إلى عشرة. وطعمت فرنسا 750 ألفا من بين 62 مليون ساكن حسب الوزيرة. أما في بريطانيا فتراجعت وتيرة الإصابات، وتحدثت أرقام لوزارة الصحة عن 46 ألف إصابة الأسبوع الماضي بعد أن بلغت في الأسبوع الذي سبقه 53 ألفا. وقد توقعت المكسيك، حيث ظهر الوباء لأول مرة، ارتفاعا في عدد الإصابات بين نهاية ديسمبر/كانون الأول ومطلع يناير/كانون الثاني القادمين -حسب وزارة الصحة- لأن الطقس الجاف سيكون عاملا مساعدا في نشر الفيروس. المصدر: وكالات