أفاد باحثون بريطانيون أنهم اقتربوا من ابتكار طريقة لتحفيز القلب على تجديد شبابه، وهو ما كان مستحيلا قبل خمس سنوات، تتلخص في حبة دواء تستحث القلب على إصلاح نفسه بعد أزمة قلبية. وهذا يعني أنه عندما تحدث نوبة قلبية يكون بمقدور العضلات والأوعية الدموية حول القلب إعادة بناء نفسها، وبذلك يقل الضرر بدرجة كبيرة على المدى الطويل وتتحسن صحة المريض. وقالت ديلي تلغراف إن الباحثين بجامعة كوليدغ لندن اكتشفوا أن بروتينا معروفا باسم ثيموسين بيتا 4، مهم لنمو القلب في مرحلة الطفولة، يبدو أنه يعيد إيقاظ الخلايا الجذعية النائمة في قلوب البالغين. ويأمل الباحثون الآن البدء في إجراء تجارب بشرية خلال سنوات قليلة بعد أن بينت التجارب على الفئران تحسن أداء القلب عندها بنحو 25%. وقالت الأستاذ بول رايلي الذي قاد البحث إنه يتخيل اليوم الذي يتناول فيه مريض الأزمة قلبية -إما بسبب تاريخ عائلي أو بسبب علامات تحذيرية من قبل طبيبه- حبة دواء عن طريق الفم تقوم بشحن قلبه حتى إذا أصيب بأزمة قلبية يكون من الممكن إصلاح الضرر. وبخلاف الأعضاء الأخرى، كان الاعتقاد السائد حتى وقت قريب هو أن القلب يفتقد القدرة على معالجة التلف بنفسه. وهذا معناه أنه عندما يصاب المرء بنوبة قلبية عليه أن يعيش مع الضرر، وكانت نوعية حياتهم غالبا ما تُختصر بدرجة خطيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 750 ألف شخص يصابون بنوبات قلبية في بريطانيا وحدها مع المهام اليومية مثل الأكل واللبس والقيام من الفراش، وهو ما يجعل كثيرا منهم يشعرون بضيق في التنفس والإرهاق. واعتبر المدير الطبي المساعد بمؤسسة القلب البريطانية الأستاذ جيريمي بيرسون أن إصلاح القلب المعطوب أحد أهم منجزات بحوث القلب. وقال إن هذه الدارسة الهامة تبين أن قلوب البالغين تحتوي على خلايا تستطيع، لو منحت المحفز الصحيح، أن تتحرك وتتحول إلى خلايا قلبية جديدة يمكن أن تصلح القلب المعطوب.