نفى وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف سابقا الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد وجود أي صلة بين "النجمة السداسية" التي كشفت عنها مسوحات الباحث الدكتور خالد أسكوبي أخيراً في منطقة وادي العوينة شمال شرق المدينة، وبين نجمة داود التي يرى البعض أنها تمثل رمزاً لهوية الشعب اليهودي. وأرجع عالم الآثار الدكتور عبدالرحمن الأنصاري وجود ذلك التصور الخاطئ إلى "مخاوفنا من أي نجمة نراها على أثر إسلامي"، مؤكداً أن النجمة السداسية، تعد تراثاً إسلامياً صميماً. وفيما ذهب الأنصاري إلى أن النجمة السداسية ارتبطت باليهود مع خروج الحركة الصهيونية الحديثة، الأمر الذي دفع بعض المسلمين إلى استخدام النجمة الثمانيّة بديلاً عنها وهي لا تعد من تراثنا، أرجع الراشد تاريخ النجمة السداسية التي عثر عليها بجانب أحد النقوش الإسلامية شمال شرق المدينة إلى العصر البابلي، مضيفاً أنها معروفة كذلك منذ عصور ما قبل التاريخ، مشيراً إلى أن المسلمين سبق أن استخدموها في كثير من النقوش، حتى على شواهد القبور. ويرى الدكتور الراشد أن وجود النجمة السداسية ضمن عدد من الشواهد الإسلامية لا يعني أن المسلمين أخذوها عن اليهود، مؤكداً أن حضارتنا العربية والإسلامية مليئة بكثير من الرموز التي تدل على قوتها، وأضاف أن الحجاز ومنطقتي حائل ونجران تعد من أكثر المناطق ثراء في النقوش الإسلامية والحضارية، وتحتاج تلك المناطق - حسب قوله - إلى قرون كي يتم الحفر عنها عبر المختصين في هذا المجال. ونفى الدكتور الأنصاري وجود نجمة لليهود، مؤكداً أنها لم تذكر في توراتهم، ولكنهم اختاروها كشعار لهم مؤخرا عندما بدأت عملية الصهيونية، وسموها نجمة داود، وقال "لم نكن نعرف أن لداود نجمة"، مؤكدا ما ذهب إليه الباحث أسكوبي من أنها تعد زخرفاً إسلامياً أصيلاً وليس لها صلة باليهود. ويرى الأنصاري في هذا السياق أن اليهود افتروا على المسلمين، حيث إن النجمة السداسية موجودة حتى في الأندلس مع وجود اليهود. وكان المتخصص بالهيئة العامة للسياحة والأثار الدكتور خالد أسكوبي كشف خلال ورقة ألقاها ضمن اللقاء العلمي الثاني عشر للجمعية التاريخية لدول مجلس التعاون الخليجي عن عدد من المسوحات التي قام بها فريق من الهيئة العامة للسياحة والآثار شمال شرق المدينةالمنورة عام 1428، وعثر الفريق على عدد من الرسوم الصخرية والنقوش والكتابات العربية الإسلامية، التي تعود للقرنين الأول والثاني للهجرة النبوية، وكان من بينها نقش صخري وجد في منطقة العوينة ووجد بجانبه، كما ذكر الباحث، ختم الخطاط الذي كان عبارة عن نجمة سداسية، وأكد أسكوبي أنه سبق أن وجد لها مثيلاً في مسح أجراه في شعيب "عوير" غرب المدينة.