لم تنته قضية حليب "ماييل مام ما" بعد أن أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء وصحة مكةالمكرمة الأسبوع الماضي عن سلامة الحليب وخلوه من مادة الميلامين السامة، حيث أخذت القضية منحى آخر نتيجة عزم الوكيل رفع قضية ضد المسؤولين الذين تسببوا في تشويه سمعة المنتج وإثارة الشكوك حوله وسحبه من الأسواق، دون وجود أي دليل على احتوائه على المادة السامة، إضافة إلى بطء إجراءات الفحص وتأخر الإعلان عن سلامة الحليب، التي استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر ونصف. يقول مصدر مسؤول في الشركة إن الخسائر لا يمكن إحصاؤها في الوقت الحالي، ولكنها تقدر بالملايين، وبلا شك إن ما حدث له تأثيرات سلبية على مستقبل الشركة التي تعرَّضت لظلم واضح وصريح من قبل بعض الجهات المسؤولة. ويوضح المسؤول أن القضية بدأت في شهر صفر العام الجاري عندما قدَّم مواطن يسكن في منطقة مكةالمكرمة عبوة مفتوحة ومستخدم نصفها للجهات المعنية، مشيراً إلى أنها تحتوي على قطع معدنية وتضرر منها ابنه، يؤكد المسؤول أن العينة المفتوحة أحيلت لصحة مكةالمكرمة، وتمت إحالتها لمركز السموم والكيمياء الطبية الشرعية بالمنطقة، حيث جرى تحليل العبوة المفتوحة والمستخدمة. وأشير في التقرير أنه يحتوي على قطع معدنية ومادة الميلامين السامة، وأبدت الصحة رأيها بالتحفظ على الحليب لحين إجراء التحاليل اللازمة على المنتج، وأدت المخاطبات إلى إصدار الشؤون البلدية والقروية تعميماً بالتحفظ على الحليب، وعدم تداوله لحين ظهور نتائج التحاليل، التي فسرته بعض البلديات والأمانات بسحب الحليب وإتلافه، ما أدى لإيقاف مبيعات الحليب بشكل تام. يقول المسؤول إن عملية تحليل عبوة مفتوحة أمر غير نظامي وغير منطقي، حيث رفضت وزارة التجارة مشكورة تحليل العبوة المفتوحة، وطالبت بتحليل عبوة مغلقة بختم الشركة، وهو الإجراء النظامي والمنطقي، بعكس ما قامت به مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة. ويستغرب المسؤول من تأخير عمليات تحليل العينات العشوائية للحليب وتأخير الإعلان عن سلامته، مشيراً إلى أن الشركة لم تجد تجاوباً من الجهات المعنية بالقضية، مستغرباً الظلم الذي وقع على الشركة والإجراءات الخاطئة التي تسببت في إلحاق خسائر كبيرة بالشركة وتشويه سمعتها، رغم خلو الحليب من أي مواد سامة، ووجوده في المملكة العربية السعودية منذ ما يقارب 25 عاماً. وقال المسؤول إن الشركة تعيد ترتيب أوراقها حالياً بعد مسلسل الظلم وتشويه السمعة الذي تعرَّضت له، وبعد ذلك ستعمل على مقاضاة المتسببين فيما حدث. الجدير بالذكر أن عدداً من البلديات واصلت عمليات سحب المنتج التي بدأت منذ أسابيع، ويأتي تواصل عمليات السحب رغم إعلان هيئة الغذاء والدواء خلال اليومين الماضيين سلامة وخلو حليب "ماييل مام ما" Maeil Mam Ma من مادة الميلامين السامة، عقب إجراء التحاليل المخبرية للكشف عن مادة الميلامين في عدة أرقام تشغيلية مختلفة للمنتج. وأوضح حينها نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الغذاء بالهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور إبراهيم بن سعد المهيزع في تصريح صحفي، أن الهيئة أجرت التحاليل اللازمة على عبوات الحليب في مختبرات الرقابة الغذائية التابعة للهيئة، للكشف عن مادة الميلامين في عدة أرقام تشغيلية مختلفة من المنتج، واتضح أن جميعها مطابقة للمواصفات القياسية رقم 3043/2010م الخاصة بالحدود القصوى للميلامين في الأغذية والأعلاف. وفي السياق نفسه تلقت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة توجيهاً من إمارة المنطقة بخصوص شكوى أحد المواطنين على الحليب المنتج، وقامت بتحويلها لمركز السموم والكيمياء الطبية الشرعية بالمنطقة، وإجراء الفحوصات المخبرية على العينة المدعى عليها نفسها، وتبين خلوها من أي مواد سامة، وأنها صالحة للاستهلاك الآدمي، وبذلك تكون مطابقة مع إعلان هيئة الغذاء والدواء.