نفذت وحدة ميدانية تتبع شعبة البحث والتحريات في جدة، عملية مزدوجة ضد مسلخ ومصنع للعرق يديرهما اثنان من المقيمين العرب في حي الهنداوية. وواجهت الوحدة الروائح الكريهة المنبعثة من مصنع السموم ومن المسلخ السري الذي درج أصحابه على الذبح العشوائي وطبخ اللحوم وسط بيئة في غاية التردي والسوء والاتساخ. وعكفت الحملة المباغتة على طرد القطط وإبادة الحشرات من الأواني والقدور قبل التحفظ على الرجلين. سيناريو الواقعة بدأ بوصول معلومات إلى الوحدة عن تحركات مريبة لتاجر خمور وآخر من المطلوبين في قضية جنائية. وبحسب الإفادات، إن ثمة نشاطا مشبوها في محيط موقع يتردد عليه العشرات في أوقات متأخرة من الليل يرجح أنه مطبخ أو مسلخ سري. وفي الحال، أصدر مدير شرطة جدة اللواء على الغامدي، تعليمات مشددة بضرورة فرض الرقابة الصارمة على الموقع. واقتضت الخطة الأمنية إقامة نقاط تفتيش مباغتة في محيط الموقع لمعرفة محتويات الأكياس التي يحملها رواد الموقع، وتبين أنها لحوم مطبوخة قال أصحابها إنهم اشتروها من مسلخ ومطبخ سري في عمق الحي. وأفاد الشهود والرواد أن صاحب المسلخ درج أيضا على بيع الأغنام وتسويقها فيما يتولى معاونه عملية الطبخ. ونفى الشهود علمهم بوجود مصنع للعرق في الموقع، ما دعا رجال الأمن إلى مواصلة الرقابة من بعد. وفي منتصف ليل أمس الأول رصدت العيون الأمنية رجلا في متوسط العمر يخرج من الموقع محملا بعبوات وأكياس ومستوعبات من الحجم الصغير ليتم استيقافه وسؤاله وتفتيش ما معه، وتبين أن بحوزته عبوات من العرق فأرشد المستوقف رجال الأمن إلى حظيرة أغنام تستخدم كمسلخ ومطبخ ومصنع للتقطير والتخمير، فتحركت الفرقة إلى الموقع ووجدت بيئة خصبة للحشرات والقطط مع أدوات وأواني الطبخ القذرة ومواقد تحت الأرض. وفي مكان قريب، عثر رجال الأمن على مصنع متكامل للعرق قبل أن يتنبهوا إلى نسخ إضافية مع المفاتيح معلقة على الجدار وبسؤال مديري الموقع عنها أفادا أنهما كان يعتزمان افتتاح فرع جديد لمصنع العرق في منطقة الخمرة لكنهما صرفا النظر عنه بعد أن اشتدت عليهما الرقابة الأمنية. وأبلغ المتحدث الرسمي المكلف في شرطة جدة الملازم أول نواف ناصر البوق أن الأجهزة الأمنية تحفظت على الثنائي وتحقق معهما قبل إحالتهما إلى الجهات المختصة.