تمكنت وحدة الميدان في شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة أمس، من ضبط وكر جديد لتصنيع وترويج مادة (الشمة) والمعروفة محليا ب(النشوق). وكانت وحدة الميدان، تلقت معلومات بحثية تؤكد وجود وكر لتصنيع الشمة في منطقة البلد يعمل بداخله وافدان من جنسية عربية وآسيوية، ليتم على الفور إيفاد عدد من الفرق البحثية إلى الموقع بهدف التثبت من المعلومات والكشف عن المصنع، غير أن السرية التي حاول مصنعو الشمة فرضها على عملهم، منعت عملية الكشف لبعض الوقت، إلا أن الفريق نجح بعد مضي أربعة أيام على رصد أول الخيوط عن الوكر. أعمال المراقبة التي فرضتها وحدة الميدان على الموقع بتواجد مصنعي الشمة، نجحت في رصد شخص يتجول في الموقع حاملا في يده كيسا ورقيا يتجول به بين المحال التجارية، فجرت متابعته وملاحقته حتى تناهى إلى أحد المساكن، اتضح في ما بعد أنه الوكر المنشود. والوكر المضبوط عبارة عن منزل شعبي يتكون من غرفتين وصالة صغيرة، عثر بداخله على عبوات من مواد البناء كالحجر الكلسي التي تدخل في صناعة مادة الشمة، فضلا عن مكونات أخرى منها مادة العطرون، التراب والأسمنت، الملح، الرماد، الحناء والطحين. سيناريو الكمين، الذي أعده قائد وحدة الميدان، اعتمد على دس زبون وهمي تقمص هيئة مقيم عربي تجول في الموقع، وحال خروج أحد الأشخاص من المنزل بادره بالسؤال عن المواقع التي تبيع مادة (الشمة) مبديا إدمانه لتلك المادة ورغبته في شراء كمية كبيرة منها؛ خوفا من انعدامها في السوق، إغراءات الزبون فتحت شهية الأخير، الذي طلب منه الانتظار لبعض الوقت وعاد نحو المسكن وهو يحمل بين يديه كيسا بلاستيكيا وضعه داخل برميل حديدي مقابل مبلغ تجاوز 400 ريال، وهنا تحجج الزبون الوهمي بعدم امتلاكه المبلغ وإرجاء استلام البضاعة حتى يحضر الأموال، الأخذ والرد في الحديث استغرق دقائق معدودة كانت كافية لتطوق وحدة الميدان الموقع وتوقيف من بداخله. وأوضح الناطق الإعلامي المكلف في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق، إلقاء القبض على شخصين من جنسية عربية وآسيوية، وتحريز كميات من المضبوطات وهي عبارة عن (شمة) ونشوق سيتم إعداد محاضر بها ومن ثم إتلافها بالتنسيق مع الجهات المعنية، مبينا مشاركة الشرطة مع جهات رسمية؛ منها وزارة الصحة لمحاربة مادة الشمة من خلال حملات ولجان توعية وتنظيم المحاضرات وورش عمل في المدارس والجامعات والمعاهد. وأضاف: ثبت استخدام المصنعين لهذه المادة، مواد سامة وضارة ضمن مواد التصنيع، إلا أنه استطرد بالقول: لوحظ في الآونة الأخيرة انخفاض ملموس في الإقبال على هذه العادة، وإقلاع أشخاص عن استخدامها؛ نظرا لانتشار الوعي بين أوساط الشباب، وزاد: «شرطة جدة حققت نتائج مميزة في هذا الإطار دون أن نغفل دور المواطن في هذا الجانب، حيث نتلقى بلاغات عدة من مواطنين ساهمت في كشف العديد من الشبكات الإجرامية». إلى ذلك، بين سردار مياه (زعيم المجموعة) أن للشمة أنواعا كثيرة منها الباكستانية، الهندية، السودانية، اليمنية والأفغانية، إلا أن الهندية تعد الأفضل والأكثر انتشارا بين الأطفال والمراهقين وطلاب المدارس والموظفين على حد تعبيره. تابع العمل مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي، وأشرف على الفرق مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي العقيد محمد الخماش.