استاد المريخ الذى ستقام عليه المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر لم يتبق سوي يوم واحد علي الموعد الكبير مع الحلم الأكبر لتحقيقه بإذن الله تعالي معلنا التأهل المستحق لأبناء مصر إلي نهائيات كأس العالم المقبل, عندما يلتقون مع المنتخب الجزائري في الثامنة من مساء الغد( السابعة في القاهرة) باستاد المريخ بأم درمان, في مباراة فاصلة بعد ان تعادل الفريقان في كل شئ نقاطا واهدافا إثر فوز مصر الثمين قبل يومين2/ صفر في ختام المجموعة الإفريقية الثالثة المؤهلة للمونديال. لم يتبق سوي يوم واحد علي مباراة ستكون هي الأصعب في تاريخ التصفيات ليس علي مستوي طرفي اللقاء فحسب ولكن علي مستوي القارة الإفريقية, وربما علي مستوي العالم الذي اعلن عن ممثليه في المحفل العالمي الكبير. ( حرب التذاكر والفنادق) لم يتبق سوي يوم واحد ربما يكون الأصعب في تاريخ المنتخب الوطني بل وتاريخ الكرة المصرية وسط كل هذا الضجيج والصخب من الآمال المشروعة والحرب غير المشروعة التي يصادفونها حتي هنا في الخرطوم رغم كل الجهود السودانية المبذولة علي أعلي مستوي لإخراج المباراة في أبهي حلة لها, إذ ما كاد المنتخب الوطني تطأ اقدامه أرض السودان الحبيب ليفاجأ بأن حربا جديدة عليه أن يخوضها خارج الملعب, وقد ضيق الإخوة الجزائريون, أو بمعني أدق حاولوا التضييق علي جماهيره الأكثر عددا وحماسا بحجز جميع الفنادق والشقق في العاصمة السودانية حتي لا يجد أحد منهم مكانا يأويه, وانتقل المخطط لتذاكر المباراة التي طرحت صباح الأمس في الأسواق مع محاولات الاستحواذ علي معظمها لمنع الجماهير المصرية من حضور المباراة بفعل مجموعة من رجال الأعمال حضرت خصيصا لهذا الغرض, وهم علي يقين بأن حصة ال9 آلاف تذكرة التي خصصها الاتحاد السوداني لكل فريق لن يتمكن الجزائريون من الاستفادة القصوي منها, وقد أصبح مبتغي آمالهم في ال5 آلاف مشجع الذين تعهد فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بتحمل نفقات انتقالهم من الجزائر إلي السودان, في مواجهة الجسر الجوي الذي بدأ سريانهبين القاهرةوالخرطوم لنقل ما لا يقل عن ستة آلاف مشجع حتي موعد المباراة, فضلا عن الجالية المصرية الكبيرة التي تحتشد بها الخرطوم والتي يقدرها الإخوة السودانيون بان اعداد أعضائها يكفي لملء مدرجات المريخ بأكملها بسعتها الكاملة التي تقدر ب40 ألف متفرج قبل أن يتم تخفيضها إلي35 ألفا لحسن التنظيم والفصل بين جماهير الفريقين. غير ان هذه الأعداد الغفيرة من المصريين المقيمين في السودان لن يكونوا وحدهم في ميدان التشجيع وتؤازرهم الغالبية من الجماهير السودانية المتعطشة لفوز مصري وتمثيل أرقي للكرة الأفريقية في كأس العالم, مع وجود نسبة غير قليلة منهم يناصرون المنتخب الجزائري أو من يقفون علي الحياد باعتبار أن طرفي اللقاء من الأشقاء العرب. أسعار في المتناول ومع ذلك يبدو الجانب المصري بقياداته الشعبية وتوجيهات قيادية علي درجة عالية من الوعي والمسئولية واجهت كل هذه المخططات في حرب التذاكر ليضمن المنتخب المصري أن يلعب مباراة الغد بالفعل علي أرضه التي اختارها دون تردد.. الإيقاف سار وإذا كانت شائعة القتلي الجزائريين في القاهرة تعد لعبا بالنار غير مسئول من جهات إعلامية يفترض أنها مسئولة, فإنها كانت ولا تزال أحد عناصر الحرب الدائرة حول المباراة, وهذه المرة الإدعاء بنجاح محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري في استصدار فتوي من الفيفا بأن المباراة الفاصلة لا تعترف بما سبق من إنذارات وحالات طرد في المباريات السابقة مما يعطي الفرصة لمشاركة الثنائي جاواوي حارس المرمي وخالد لاموشيه لاعب الوسط, وهو الأمر الذي نفاه نفيا قاطعا المهندس هاني ابو ريدة عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي الذي أكد أن مباراة الغد تعد في صلب المسابقة حسب ما تنص عليه لوائح الاتحاد الدولي صراحة, ولن يلعب الثنائي الجزائري بعد اعتبارهما موقوفين رسميا بحصولهما علي الإنذار الثاني في لقاء السبت الماضي, في حين وصف سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ما يفعله روراوة غير مجد وأنه ناتج عن انفلات أعصابه بعد خسارة فريقه, ورفض الدخول معه في أي مساجلات كلامية بعد نزوعه إلي استخدام الفاظ غير رياضية, وأكد ان الرد الوحيد عليه سيكون بإذن الله في الملعب غدا. مسئولية جماعية أما عن المنتخب الوطني المصري الذي نحترم قرار إدارته بسريان الحظر الإعلامي علي الأمور الفنية, فيبدو لاعبوه بحالة معنوية عالية منذ انتهاء مباراة السبت الماضي وهم عازمون علي المضي في طريق الانتصارات وتحقيق حلم80 مليون مصري رغم الضغط العصبي الهائل الذي عاشوه لمدة15 يوما سبقت لقاء القاهرة, وإن كان من قول في هذا المقام, فإن الآمال المصرية معقودة علي لاعبي مصر مجتمعين وليس علي أسماء بعينها باعتبارها لعبة جماعية.