حذر الزعيم الليبي معمر القذافي أمس، من أن تونس تتجه إلى المزيد من العنف والفوضى نتيجة التعجل في التخلص من الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الذي غادر بلاده تحت ضغوط شعبية واحتجاجات عنيفة، في الوقت الذي طالبت فيه الحكومة الفرنسية أفراداً من عائلته بمغادرة أراضيها. وأعرب الزعيم الليبي عن حزنه لأحداث تونس، قائلاً في كلمة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية: "أنا معكم، ومتألم جداً.. وإن شاء الله تعودون لرشدكم، وتضمدون جراحكم". وأكد أن بن علي لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد، وفقاً للدستور، محملاً تبعة الاضطرابات الشعبية التي تشهدها تونس منذ عدة أسابيع إلى ما أسماها "عصابات إجرامية"، مضيفاً: "لا يوجد أحسن من "الزين" أبداً في هذه الفترة، بل أتمناه ليس إلى 2014، بل أن يبقى إلى مدى الحياة". وانتقد بشدة أعمال العنف والقتل والتخريب، محذراً من أن الوضع في تونس متجه إلى فوضى لا تعرف نهايتها بعد أن كانت تنعم بالهدوء والاطمئنان والاستقرار. وتزامنت كلمة القذافي مع تأدية رئيس مجلس النواب في تونس فؤاد المبزع، اليمين الدستورية رئيساً "مؤقتاً" للجمهورية، خلفاً للرئيس زين العابدين بن علي، بعد قليل من إعلان المجلس الدستوري "شغور" منصب رئيس الجمهورية "بشكل نهائي"، بعد مغادرة بن علي البلاد. وكان الوزير الأول رئيس الحكومة التونسي محمد الغنوشي، قد أعلن في أعقاب مغادرة بن علي البلاد، في وقت متأخر من مساء الجمعة، توليه مهام رئيس الجمهورية نظراً لغياب الرئيس "بشكل مؤقت". ونقل التليفزيون الرسمي التونسي أنه من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوماً. ونقلت CNN عن قيادي تونسي معارض قوله: إن قيادات المعارضة ستلتقي مع المبزغ لتشكيل حكومة وحدة. ورغم هدوء الاحتجاجات الشعبية وتراجع الانفلات الأمني، إلا أن مقاطع فيديو نشرت في الإنترنت أظهرت حريقاً في محطة القطارات الرئيسية في تونس، كما أشارت تقارير إلى أعمال سلب ونهب في بعض أنحاء البلاد. وعلى صعيد مواز، قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باريو: إن السلطات طالبت بعض أقارب الرئيس المخلوع بمغادرة أراضيها، بعدما أكدت باريس دعمها للشعب التونسي، ودعت إلى إجراء انتخابات حرة بأسرع ما يمكن.