أصدرت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات مساء أمس بياناً صحافياً ردت فيه على ما طرحه رئيس نادي النصر في برنامج خط الستة على قناة أبو ظبي الفضائية. وأبدت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات في البيان الذي فصلت فيه الوقائع والوثائق أسفها وتحفظها الشديد على ما صدر من اتهامات وصفتها ب «الباطلة» و «أنها تروج لفرضية تواطؤ اللجنة أو إهمالها لعملها». وجاء في البيان: «أوضحت اللجنة حول ما تم طرحه في برنامج خط الستة خلال الحلقة التي عرضت مساء يوم الاثنين ال 27 من شهر كانون الأول (ديسمبر) على قناة أبو ظبي الرياضية، وما تضمنته الحلقة من اتهامات صريحة وخطيرة من رئيس نادي النصر بأن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات قد أخفت نتيجة إيجابية ظهرت لأحد اللاعبين الذين تم فحصهم خلال المباراة التي جرت بتاريخ العاشر من شهر شباط (فبراير) من عام 2010 بين فريقي الهلال والنصر ضمن منافسات كأس ولي العهد للموسم الماضي 1430-1431 ه. ونظراً إلى ما تحمله القضية من خطورة بالغة تمس صدقية المنظومة الرياضية السعودية بشكل عام ونزاهة اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بشكل خاص فإنه كان لزاماً علينا إيضاح الحقيقة للرأي العام الرياضي من خلال هذا البيان الإعلامي والتي نوجزها في ما يأتي: - نؤكد للجميع من خلاله أن جميع النتائج التي وردت إلى اللجنة لتلك المباراة المشار إليها كانت تشير إلى خلوها من المواد المحظورة، ما عدا العينة التي تحمل الرقم الكودي للاعب حسام غالي والتي أعلن عنها في وقتها - خلال البرنامج تم عرض 3 أوراق قدمت من رئيس نادي النصر، مدعياً أنها مستندات تدين اللجنة وقد عرضت على الشاشة كصور ضوئية، وعليه فإن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات تود إيضاح ما يأتي: - الورقتان الأولى والثانية ذات اللون الأخضر – واللتان عرضتا على الشاشة - هما عبارة عن النسخ الكربونية لنماذج الكشف عن المنشطات الخاصة باللاعبين أحمد عباس وحسام غالي- لاعبي نادي النصر، والتي تتم تعبئتها لكل لاعب على حده أثناء عملية جمع العينات وتشتمل على الرقم الكودي لعينة اللاعب ومعلومات المنافسة ويعطى كل لاعب نسخة منه قبل مغادرة اللاعب لمحطة الرقابة على المنشطات كجزء من الإجراءات الدولية المتبعة، وتبقى هذه النسخة مع اللاعب ليعود إليها إذا دعت الحاجة. وتحتفظ اللجنة بالنسخة الأصلية. أما الورقة الثالثة فهي تحتوي على عدد من الأرقام الكودية لعدد من العينات التي يتم تحليلها في المختبر المعني وتطبع آلياً من جهاز التحليل المخبري ولا يوجد بها أي اسم، وهي ورقة للاستخدام الداخلي في المختبر ولا يحق لأي شخص الحصول على نسخة منها ولا يعتد بها خارج المختبرات لإثبات انتهاك أنظمة مكافحة المنشطات، وقد تضمنت هذه الورقة الإشارة إلى وجود نتيجة إيجابية تحمل الرقم الكودي 2366250 وتشير إلى وجود مادة Stanozolol. الجدير بالذكر ان المختبرات المخصصة لفحص المنشطات في العالم إضافة إلى المختبرات الطبية التابعة للمستشفيات الكبيرة تستعمل اجهزة متطورة لتحليل العينات التي تصلها يوماً بيوم، وهذه الاجهزة لديها القدرة لتحليل عدد كبير من العينات كل برقمه الكودي المخصص له ويقوم الجهاز بطبع النتائج لجميع العينات التي تم تحليلها كل بحسب رقمه الكودي وهي الاوراق التي تم عرضها على الشاشة، ونحب أن نؤكد أيضاً أن مختبر ماليزيا يتلقى عينات من مختلف دول العالم يومياً وليس من السعودية فقط». واضاف البيان: «كما نود أن نوضح هنا أن أي نتيجة إيجابية في أي عينة لا بد من أن ترسل إلى الجهات المعنية بمستند رسمي وهو (شهادة التحليل المخبري) والتي تصدر من المختبر الدولي وهي ما يعتد بها في مثل هذه الحالات، ويتم بموجبها اعتماد ثبوت وجود المادة المحظورة في عينة أي رياضي من عدمها. أما عدا ذلك فهي مجرد أوراق داخلية للاستخدام الخاص بالعاملين في المختبر الدولي، ولعل ما أشار إليه السيد نادر شوقي - مدير أعمال اللاعب - بشكل مباشر أثناء مداخلته الشفهية في الحلقة بحصوله على عدد كبير من الأوراق عن طريق إحدى العاملات في المختبر الماليزي، ومن ضمنها الورقة التي تمت الإشارة إليها في الحلقة يعطي دلالة كاملة على أن هذه الأوراق تخص المختبر الدولي وسربت إلى السيد نادر شوقي - مدير أعمال اللاعب- (بطريقة أقل ما يقال عنها أنها مشبوهة) وذلك باعترافه الشفهي». وأكد اللجنة أن الأرقام الموجودة على الأوراق لا تمتُّ بأي صلة للجنة السعودية للرقابة على المنشطات: «كما نؤكد أن الرقم المشار إليه اعلاه لا يمتُّ بأي صلة إلى اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات وليس ضمن العينات التي أرسلتها اللجنة إلى أي مختبر دولي، حيث إن اللجنة تعاملت مع المختبر الدولي بماليزيا منذ تاريخ 29 أيلول (سبتمبر) من عام 2009 و20 نيسان (أبريل) من عام 2010 تم خلالها إرسال 182 عينة كان من بينها 146 عينة تخص كرة القدم و36 عينة للألعاب المختلفة، وجميع الأرقام الكودية لهذه العينات موثقة لدى اللجنة وتمت مراجعتها بدقة، وهي لا تحتوي على الرقم الذي قدمه رئيس نادي النصر خلال الحلقة المشار إليها». وأشار البيان إلى أن اللجنة استعانت بالوكالة الدولية: «وحرصاً من اللجنة على الإفادة الأشمل حول العينة المذكورة فقد تم التواصل مع الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات WADA لمعرفة تفاصيل أكثر عن مصدر تلك العينة، وقد جاءت إفادة الوكالة الدولية بخطاب مديرها العام الذي تسلمته اللجنة فجر يوم 3 كانون الثاني (يناير) 2011 – مرفق- حيث أكد فيه بوضوح أن العينة المذكورة لا تخص المملكة العربية السعودية، وهو أمر يدعونا لتقديم الشكر للمسؤولين في الوكالة الدولية لتجاوبهم مع استفسارنا على رغم أنهم يتمتعون حالياً بالإجازة الرسمية لأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية». وأضاف البيان: «وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات وبعد توليها التحقيق في قضية اللاعب حسام غالي واطلاعها على كل المستندات المتعلقة بالقضية فإنها أكدت صحة الإجراءات والخطوات التي قامت بها اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بما فيها الإيقاف الموقت الذي فرض على اللاعب واعتبار إجراءاتها متماشية مع القوانين والأنظمة الدولية لمكافحة المنشطات، وهو ما سبق أن قمنا بإيضاحه عبر الإعلام الرياضي في حينه، تأكيداً منا على سلامة موقف اللجنة في القضية وأن إجراءاتها كانت وفقاً للأنظمة واللوائح الدولية المعتمدة، وقد جاء تكرار التأكيد على ذلك نظراً إلى محاولة البعض إعادة مناقشة تلك القضية المنتهية تماماً بقرار الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات WADA». وشددت اللجنة السعودية على سلامة اجراءاتها بحسب المعايير الدولية: «كما نود من خلاله التذكير بأمر مهم وهو أن جميع إجراءات التعامل مع قضايا المنشطات تحظى بمتابعة ومراجعة دقيقة من الاتحاد الدولي المعني لكل رياضة، إضافة إلى الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات WADA، علاوة على المتابعة الحثيثة والمستمرة من الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه واطلاعهم على جميع تلك الإجراءات». صالح قمباز. التصعيد الإعلامي: «وعليه، فإن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات لتبدي أسفها وتحفظها الشديد على ما صدر من اتهامات باطلة تروج لفرضية تواطؤ اللجنة أو إهمالها لعملها. ونود أن نؤكد للجميع أن جميع أعضاء ومنسوبي اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات كانوا ولا يزالون مبتعدين كل البعد عن الإسفاف في الرد حول كل ما وُجِّه لهم في وسائل الإعلام من تشكيك واتهامات وسخرية خرجت كثيراً عن الأخلاق الرياضية التي تسعى القيادة الرياضية في المملكة لتكريسها في الوسط الرياضي، وقد حرصت اللجنة على عدم تصعيد الموقف وحتى لا تكون اللجنة طرفاً أو وسيلة في الصراعات الإعلامية الموجودة بين بعض الأندية». واختتم البيان الصحافي للجنة المنشطات بالتذكير بالآية القرآنية: «يا أيها اللذين آمنو اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم».