في الشهر التاسع من حمل زوجته، بدأ المواطن «ع.س» يعدّ الأيام، عدّاً تنازلياً، في انتظار مولوده، الذي يحمله بين يديه، ليداعبه ويفرح به.. وجاءت لحظة الصفر، ووضعت الزوجة مولوداً جميلاً في مستشفى خاص بمدينة الخبر، وعندما هبّ الأب للعودة بزوجته، ومعهما مولودهما، إلى منزلهم، كان للمستشفى رأي آخر، إذ رفض منحهما المولود، حتى يدفع الأب مبلغ 53 ألف ريال، نظير جلوس الطفل في حضانة المستشفى نحو 14 يوماً. صرخ الأب بأعلى صوته، مطالباً إدارة المستشفى بأن تسلمه ابنه، ولكن في كل مرة، يُقابل طلبه بالرفض المشروط بتسديد المبلغ، والحصول على مخالصة مالية من قسم المحاسبة. «كل ما أتمناه أن يخرج ابني من المستشفى»، تلك كانت أول عبارة، ينطق بها الأب قائلاً: «هذا الابن هو سابع أبنائي، ويبلغ من العمر 19 يوماً فقط، ويرفض المستشفى تسليمه لي، منذ ولادته، حتى أسدّد مصاريف العلاج»، مضيفاً: «عندما أبصر طفلي النور، كانت حالته الصحية حرجة، مما استدعى أن يدخل غرفة العناية المركزة»، موضحاً: «بذلت جهوداً لأنقله إلى أحد المستشفيات الحكومية، توفيراً لمصاريف العلاج، ولكن لم أجد سريراً شاغراً فيها، فأبقيته في المستشفى الخاص، إلى أن كتب لنا الطبيب المعالج إذناً بالخروج، يوم السبت الماضي، ولكن المستشفى امتنع عن إخراجه معنا، حتى أسدّد 53 ألف ريال كلفة مصاريف العلاج، حتى يوم الجمعة الماضي»، مبيناً: «أخبرني المستشفى بأن كل يوم يمرّ وابني داخل غرفة المواليد، يزيد من قيمة الكلفة علي». وتابع الأب: «أبديت استعدادي لإدارة المستشفى أن أحرر لها شيكات بالمبلغ، أو تسديده على دفعات، حلاً للموضوع، ولكن دون جدوى». وكشف الأب جانباً من معاناته المالية: «كنت أعمل في إحدى الشركات الكبرى، لمدة 27 عاماً، ولكن بعد ان أصبت بجلطة، ونقلت على إثرها إلى المستشفى، وأجريت لي عملية في القلب، وجدت أن حالتي الصحية تسوء، مما قلل عطائي في العمل، وتم الضغط علي من قبل عملي، لكي أقدم استقالتي لعدم قدرتي على العمل بالنشاط السابق، فأصبحت بلا عمل، وأعتمد على معاشي المتواضع»، موضحاً: «ما زلت أعاني من مرضي، واستخدم الأدوية التي لم أعد احتمل تكاليفها، علما بأنني أسكن في شقة مفروشة ولا أملك سكناً». وفي إحدى زوايا المستشفى، تقف الأم، باكية على صغيرها «المحبوس»، بحسب قولها، قائلة: «أنجبته بعملية قيصرية، وكانت حالته حرجة للغاية، وبدأ يتحسّن تدريجياً، إلى أن استقرت، ولله الحمد، ولكن لا نستطيع إخراجه، إلا بعد دفع الفاتورة، وزوجي رجل فقير، ولا يعمل، ولا نملك مصاريف العلاج»، مؤكدة «أعلنها صراحة للجميع، أنني لن أغادر المستشفى إلا وطفلي معي، ولو بقيت هنا 50 عاماً».