أبلغ المشرف على كرسي أبحاث أمن المعلومات فهد بن تركي بن محيا عن إرسال 540 مليون فيروس حاسوب الى المملكة خلال الربع الثاني من عام 2010 من جهات مجهولة. وأوضح بن محيا أن الحاجة باتت ماسة لإنشاء هيئة وطنية لأمن المعلومات على غرار هيئة الاتصالات يكون هدفها الرئيس وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لحماية هذا المجال الحيوي خاصة أن المملكة تعد العاشرة في العالم من حيث تلقي الفيروسات. وفي اتصال مع "العربية" قال بن محيا: إن الفيروسات الخبيثة تتكاثر بشكل يومي حسب التقارير العالمية إلى 60 ألف برنامج خبيث، ومن 2007 إلى 2010 ازادات بشكل مذهل وكبير، وهذا يؤثر على تقنية المعلومات كبنية تحتية وكحفظ المعلومات، ولذلك فإن كرسي الأمير مقرن لتقنية أمن المعلومات أقام العديد من الورش للتركيز على هذه المسألة الخطيرة وتوعية المجتمع بآثارها السلبية. ولدى سؤاله عما إذا كانت تلك الفيروسات تطال مؤسسات أو أفراداً، أجاب: "الأفراد جزء من المجتمع وهم يعملون في المؤسسات وعدم وجود حس أمني لدى الأفراد سبب مهم في انتشار الفيروسات والبرامج الخبيثة، وكما هو معلوم للمختصين فإن الولوج إلى موقع إنترنت يتضمن برامج خبثية يؤدي مباشرة إلى إنزال تلك البرامج وحتى دون القيام بعملية download، و80% من المواقع المنتشرة عالمياً تحوى برامج خبثية، وتزادد هذه المشكلة في السعودية مع وجود 10 ملايين مستخدم للإنترنت في البلاد، وعدم وجود حس أمني وتسليط الضوء إعلامياً على هذه الظاهرة يساعد على استفحالها. وعن الجهات التي تأتي من تلك البرامج، وفيما إذا كان من الممكن ملاحقتها قضائياً، أوضح: "هذا الأمر يأتي في مرحلة متقدمة، وفي البداية يجب التركيز على الحد من الاخترقات، ويمكن مقاضاة الجهات والأفراد التي تقف وراء ذلك، وفي ما مضى كان الهدف هو الاستيلاء على المعلومات ولكن الآن أصبح هدف تلك الاختراقات التخريب والتدمير الذي يمكن أن يطال البني التحتية من كهرباء وماء ومواصلات وحقول نفط وغير ذلك، فوجود هيئة متخصصة لأمن تقنية المعلومات تنظم أمن المعلومات بشكل عام في جميع القطاعات الأمنية والتجارية، وعلى مستوى الأفراد بات شيئاً ملحاً وضرورياً، والجهات الأمنية قامت بدور متميز، لكنها لا تستطيع وحدها أن تقوم بهذا الدور، فالمجتمع والأفراد ومراكز البحوث يجب أن تتضافر جهودهم للوقوف بوجه هذا الخطر المحدق، واحتلال السعودية للمركز العاشر في التعرض للهجمات الإلكترونية يدق ناقوس الخطر، ويجب الانتباه لذلك".