أصدرت اللجنة الطبية الشرعية في الشؤون الصحية في محافظة جدة أخيرا حكما قضائيا بصرف النظر عن قضية وفاة طفلة (ثمانية أعوام) داخل مستشفى خاص، بعد تنويمها في غرفة عزل. وجاء حكم اللجنة بعد أن رفع والد الطفلة خالد الحقباني قضية ضد المستشفى متهمه بالإهمال الطبي، إذ قال: «اللجنة لم تأخذ بأقوال المدعي ولم تستمع إلى رده على الخصم والاكتفاء في إفادة الطبيب المباشر للحالة». حيث أمين الهيئة الصحية الشرعية الأساسية الدكتور حاتم العمودي «إن القاضي حكم بصرف النظر عن القضية، إلا أنه بالإمكان استئناف القضية عبر ديوان المظالم في محافظة جدة، لوجود هيئة أعلى تحكم بالنقض أو التأييد بالحكم الصادر، وهو السبيل الأوحد للاعتراض على حكم اللجنة الشرعية». وأكد العمودي أنه في حين استئناف القضية من قبل ديوان المظالم، سيتم تزويدهم بكافة متعلقات القضية وتكوين لجنة تنظر الموضوع عن كثب، وقد يمتد إصدار قرار التأييد أو الرفض عامين كاملين. وأفاد أمين الهيئة أن «اللجان اعتمدت في إصدار حكمها على التقرير المبدئي الصادر من الشؤون الصحية وتقارير المستشفيات الخارجية وتداول المعلومات بين أعضاء اللجنة وإصداره وفق رأي الأغلبية منهم كما يتم في جميع قضايا اللجنة». وبين العمودي أنه «ليس بالضرورة على الهيئة الأخذ بهذه التقارير، ولكن بغرض الاستفادة منها»، قائلا: «فإذا كان ما أصدر منها صواب فهو من الله، وإذا كان خطأ فهو من الشيطان». من جهته، أفاد المستشفى الخاص في محضر التحقيق أن وفاة الطفلة كانت بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية وتوقف بمراكز الحيوية بالمخ. وبالعودة إلى والد الطفلة يقول: «أثناء إجراء المحاكمة من قبل اللجنة، طالبت بإحضار محضر لجنة التفتيش الطبي التي كانت بدورها ترصد شكواي بالتفتيش على المستشفى الخاص، إلا أن هذا المحضر غيب أثناء المحاكمة تماما لأكتشف لاحقا أنه ضم إلى ملف القضية بعد إغلاقها». واعتبر خالد الحقباني أن «الإهمال والتسيب من قبل الطاقم الطبي في المستشفى الخاص وضعف أداء الكوادر الطبية، إضافة إلى انتقال مرض خطير إلى ابنته نتيجة تنويمها في غرفة مزدوجة دون مراعاة لحالتها، هو ما كان سببا رئيسيا في وفاتها». وطالب الحقباني في دعواه بمحاسبة المتسبب في وفاة ابنته ريم جنائيا ومدنيا وإنزال أقصى العقوبة عليه عبر اللجنة الطبية الشرعية في الشؤون الصحية، فيما أعرب في الوقت ذاته أنه تفاجأ بصدور الحكم بصرف النظر عن القضية بناء على ما أوضحه الطبيب الاستشاري المباشر لحالة ابنته.وزاد والد الطفلة: «صدرت ثلاثة تقارير متناقضة حول أسباب وفاة ابنتي، ما يعني عدم الدقة في التشخيص والعلاج كون ممرضات المستشفى أعطوها جرعة زائدة من دواء الاكتاجون والذي لم يتحمله جسدها، إضافة إلى تنويمها بجوار مريض في غيبوبة يعاني من ارتفاع درجة الحرارة دون اعتبار لحالتها المرضية وما قد تتعرض إليه من أخطار نقل العدوى».