اتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما “شبكة تضليل” بالاستمرار في ترويج إشاعة انتمائه للدين الإسلامي، لكنه قلل من أهميتها، وأكد عدم امتلاكه أي قدرة للسيطرة على الموضوع . في وقت تعهد بالوقوف مع مدينة نيو أورليانز في الذكرى الخامسة لإعصار كاترينا . وقال الرئيس الأمريكي في حديث لشبكة “إن .بي .سي” التلفزيونية “هناك جهاز، شبكة تضليل، يمكنها في عصر الإعلام الجديد، بث الفرقى بلا حدود” . إلا أنه أشار إلى عدم استطاعته السماح لنفسه بتخصيص الكثير من الوقت لهذا الجدل الدائر حالياً . وأضاف “لن أشغل نفسي كثيراً بالشائعات التي يمكن أن تسري ( . . .)، إذا ما خصصت كامل وقتي للجري وراء (هذه الشائعات)، فلن أتمكن من القيام بشيء يذكر” . وانتشرت شائعة إسلام أوباما، في الأساس على شبكة الإنترنت، بشكل أكبر منذ تدخل أوباما في الجدل الدائر في الولاياتالمتحدة بشأن مشروع بناء مسجد قرب الموقع السابق لمركز التجارة العالمي في نيويورك . ودافع الرئيس الأمريكي عن حق المسلمين في بناء هذا المسجد، باسم حرية المعتقد التي يكفلها الدستور الأمريكي . وقبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني، وفي خضم محاولة أوباما التصدي للركود الاقتصادي الحاصل حالياً في الولاياتالمتحدة، قد يؤدي تنامي الشكوك حيال آراء الرئيس الأمريكي الدينية إلى إعطاء اندفاعة لهجمات معارضيه . من جهة أخرى تعهد أوباما بالوقوف مع نيو أورليانز في الوقت الذي تستمر فيه جهود إعادة إعمار هذه المدينة بولاية لويزيانا . وفي الذكرى السنوية الخامسة لإعصار كاترينا الذي دمر جزءاً كبيراً من الساحل الجنوبي للولايات المتحدة، قال أوباما في خطاب ألقاه بجامعة كزافييه في نيو أورليانز: “معاً نساعد في جعل نيو أورليانز مكانا يرمز لما نستطيع أن نفعله في أمريكا وليس فقط ما لا نستطيع” . أضاف: “وفي نهاية المطاف يتعين أن يكون إرث كاترينا إرثا لايتسم بالتجاهل والإهمال . . بل بالعمل . . وليس باللامبالاة ولكن التعاطف . . ليس بالهجر ولكن بمجتمع يعمل معا للوفاء بالتحديات المشتركة” . وقال أوباما: “لقد كانت كارثة طبيعية غير أنها أيضا كارثة من صنع البشر مع عجز مخزٍ في الحكومة أدى إلى هجر عدد لا حصر له من الرجال والنساء والأطفال وبقائهم وحيدين”، مشيراً إلى توقف المساعدات الحكومية عقب العاصفة التي تسببت في تقطع السبل بالكثير من السكان سواء كانوا فى ملجأ للطوارئ أو في مجمع رياضي أو على أسطح منازلهم . وقال “إنه في حين تم إنجاز قدر هائلٍ من التقدم، ففي هذه الذكرى الخامسة أردت أن آتي إلى هنا لأبلغ سكان المدينة مباشرة بأن إدارتي ستقف بجانبهم وتناضل معهم جنبا إلى جنب حتى ينتهي العمل” . وكانت العاصفة من الفئة الثالثة كاترينا قد أسفرت عن ألفي قتيل ونزوح أكثر من مليون شخص من ساكني ساحل الخليج .وغمرت المياه أكثر من 80% من نيوأورليانز وتضرر 70% من مبانيها حيث سحق كاترينا دفاعات المدينة ضد الفيضانات . وبعد مضي خمس سنوات، يقدر عدد سكان المدينة حاليا بما يقرب من 350 ألف شخص، حوالي 80% من مستويات ما قبل كاترينا .