الإقبال على ارتداء العباءة أو الجلباب يتضاعف في شهر رمضان ليتحول إلى عادة تحرص عليها السيدات والفتيات في حفلات الإفطار أو السحور ويتميز الجلباب التراثي بمكانة وقيمة خاصة تجعله أشبه بقطعة مصاغ اصيلة. تقول مصممة الأزياء التراثية شمس الإتربي في مصر لدينا ثروة هائلة من الأزياء التراثية وهي متنوعة ومتباينة وبينها اختلافات شديدة عن بعضها تبعا لكل منطقة فمثلا منطقة النوبة تشتهر بالجرجار الشفاف الأسود ذي الذيل الطويل وتحته الجلباب بالالوان الزاهية وتشتهر مدينة إسنا بصعيد مصر بالجلباب المصنوع من التل الاسود المشغول بخيوط فضية تختلط بالخيط الأحمر في بعضها الى جانب واحة سيوة التي تنفرد بزيها الخاص وحليها الكثيرة واغطية الرأس التي لايماثلها في جمالها سوى بدو شمال سيناء الذين يتميز زيهم بالتطريز ذي الألوان الجميلة المتباينة والمتناغمة كما يتميزون بالأحزمة والطرح المشغولة واقنعة الوجه المليئة بالعملات المعدنية الفضية الذهبية. وعن شمس قولها أن العباءة "الملس" هي الزي الذي تشتهر به منطقة مصر الوسطى وترتديه كذلك بعض قبائل العرب. ولاحظت أن الأزياء التقليدية في البلاد العربية رغم تشابهها فإن لكل منطقة ما يميزها فمثلا الجلباب الفلسطيني يختلف عن الاردني ودول الخليج والعباءة الإماراتية تختلف عن الكويتية أو السعودية وهناك ايضا تونس والمغرب والجزائر وسوريا. وتشير إلى انها تضع الخطوط الرئيسية للتصميم بكل تفاصيله ثم تضع نماذج من الاثواب الاصيلة التي جمعتها على مر السنين تحت تصرف العاملات معها لتكون بمثابة مصدر للإلهام ومن خلالها يمكنهن مشاهدة وحدات التطريز المختلفة ويتعرفن على اسلوب الجدات في توزيعها على الثياب. وتضيف "بمرور الوقت اصبح لدينا بنك للوحدات يضم آلاف من قطع القماش الصغيرة التي تحمل كل منها تطريزا منقولا عن اثواب قديمة". وغالبا ما تستخدم المصممة المصرية اكثر من لون في الجلباب الواحد بتركيبات متناغمة وبشكل اساسي الاسود والابيض والاحمر والبني والكاكي والاصفر. وترفض شمس المقارنة بين الجلباب والموضة العالمية وتقول ان الموضة قيمة استهلاكية بحتة تفرض علينا من الآخرين تحت شعار ان لونا ما أو طولا أو قصات هي الموضة، ولا يجب ان تنساق المرأة وراء تلك الشعارات بل من الافضل ان تصنع الموضة الخاصة بها من خلال ما يناسبها وما تشعر انه يعبر عنها وتعتمد على تذوقها وحسها الجمالي لتكون نفسها وليس شخصا أخر.