خرج عشرات الآلاف في الخرطوم ومدن سودانية أمس إلى الشوارع في اليوم الخامس من الاحتجاجات التي اندلعت بعد قرارات رفع أسعار الوقود، بينما أعلنت وزارة الداخلية السودانية مساء أمس أن 600 شخص اعتقلوا لتورطهم في المظاهرات المناهضة للحكومة، وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع. وقالت وزارة الداخلية في بيان «اعتقل 600 شخص لمشاركتهم في أعمال التخريب وسيحاكمون الأسبوع المقبل». وارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات بسقوط ثمانية قتلى بين المتظاهرين أمس في أنحاء متفرقة من السودان بإطلاق الرصاص عليهم من قبل الأجهزة الأمنية والشرطة، وجرح عدد آخر لم يجر إحصاؤه بعد. وكان عشرات الآلاف قد خرجوا من كل مدن العاصمة الخرطوم، ومدن الأبيض غرب البلاد، ومدني الحصاحيصا وسطها، وكوستي وربك في جنوبها، في حين خرجت جماهير مدن شرق البلاد (بورتسودان وكسلا)، عقب صلاة الجمعة. وشهد يوم أمس تطورا جديدا بمشاركة قادة قوى المعارضة وهم يهتفون ويطالبون بإسقاط النظام ومن بينهم رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ, بينما حمل المتظاهرون لافتات تطالب برحيل النظام، ولم تحدث حسب رصد الصحيفة أي أعمال تخريبية من المتظاهرين الذين اختفى من حناجرهم هتاف «لا للغلاء» وتحولت كل هتافاتهم إلى هتافات تطالب بإسقاط النظام من قبيل «الشعب يريد إسقاط النظام}، و{ارحل ارحل»، وهتافات للتعبير عن سلمية تظاهرهم بترديد «سلمية.. سلمية». وبقتلى أمس يكون عدد المواطنين الذين لقوا حتفهم في الاحتجاجات 37 قتيلا حسب التقديرات الرسمية، بينما قدرت منظمة العفو الدولية العدد ب50 في حين أن العدد قد بلغ 119 قتيلا حسب تقارير الناشطين والمراقبين والمنظمات الحقوقية، بينما تقول المعارضة إن العدد تجاوز المائتي قتيل. في غضون ذلك, صادرت أجهزة الأمن أمس صحيفتي «السوداني» و«المجهر» في حين أوقفت صحيفة «الوطن» عن الصدور نهائيا، وتوقفت صحيفتا «الجريدة» و«القرار» عن الصدور احتجاجا على الرقابة الأمنية، ومنع الصحافيون من تغطية الأحداث بمهنية. وقالت قناة «العربية» التلفزيونية إن السلطات أمرتها بوقف العمل في السودان، كما قالت قناة «سكاي نيوز عربية» أمس إن السودان أغلق مكتبها وصادر أجهزة ومنع مراسلها من العمل.