أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة، أن سوريا وزعت مخزونها من الأسلحة الكيماوية على 50 موقعاً مختلفاً في محاولة لتعقيد مهمة رصدها وإعاقة الجهود الرامية إلى ضبطها. وأكدت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين، لم تكشف أسماءهم، أن وحدة عسكرية متخصصة هي "الوحدة 450" تقوم بنقل الأسلحة الكيماوية منذ أشهر، ما يثير تساؤلات حول جدوى الخطة الروسية لضبط هذه الأسلحة. وبحسب الصحيفة، فإن الوحدة 450 قامت مجدداً الأسبوع الماضي بنقل المخزون الذي يتجاوز حجمه ألف طن بحسب خبراء. وبدأ نقل هذه الأسلحة الكيماوية قبل حوالي عام من غرب سوريا، حيث يتم تخزينها عادة، إلى ما يزيد على 20 موقعاً رئيسياً في أنحاء مختلفة من البلاد. كما بدأت الوحدة 450 تستخدم عشرات المواقع الأصغر، إلى أن باتت هذه الأسلحة موزعة حالياً على 50 موقعاً في غرب البلاد وشمالها وجنوبها، فضلاً عن مواقع جديدة في الشرق، على حد اعتقاد واشنطن. وقال المسؤولون للصحيفة إن الوضع قد يجعل من الصعب على القوات الأميركية شن ضربة عسكرية على نظام دمشق المتهم باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم أوقع مئات القتلى في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق. وعلى الرغم من هذه الاستراتيجية، فإن أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لا تزال تعتقد أنها تعرف مكان وجود القسم الأكبر من هذا المخزون، وفقاً للصحيفة. لكن أحد هؤلاء المسؤولين أقر للصحيفة "إننا نعرف أقل بكثير مما كنا نفعل قبل 6 أشهر بالنسبة لمواقع هذه الأسلحة الكيماوية". وتستخدم واشنطن الأقمار الصناعية لتعقب الآليات التي تستخدمها هذه الوحدة، لكن الصور لا تكشف على الدوام عن حمولتها، وفق ما ذكرت الصحيفة. وبدأ الأميركيون والروس، الخميس، في جنيف محادثات جوهرية تستمر ما لا يقل عن يومين، ويشارك فيها خبراء في نزع الأسلحة، لبحث سبل وضع مخزون الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي، وفق المبادرة التي أطلقتها موسكو، الاثنين، وأدت إلى إرجاء ضربة عسكرية أميركية لنظام دمشق كانت تبدو وشيكة.