كشف قيادي رفيع في المجلس الأعلى الإسلامي بالعراق أن النظام السوري ينقل مخزوناً من السلاح الكيماوي إلى إيران و"حزب الله" اللبناني, وأن مقترح القيادة الروسية بوضع السلاح الكيماوي الذي بحوزة نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحت رقابة دولية تم بعد مداولات سرية بين بغداد ودمشق وموسكو وطهران. ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن القيادي المقرب من عمار الحكيم: إن هدف المقترح هو إنقاد نظام دمشق من السقوط؛ لأن المعلومات التي ناقشها خبراء روس وإيرانيون وسوريون وعراقيون تؤكد أن الضربة العسكرية الأمريكية الوشيكة, في حال حدوثها, ستؤدي إلى انهيار النظام في غضون أسبوع واحد.
وأشار القيادي إلى أن النظام السوري بدأ منذ أيام بنقل كميات من السلاح الكيماوي إلى إيران و"حزب الله" اللبناني؛ لأنه يعلم مسبقاً أن المقترح الروسي وقبول دمشق الرسمي به سيدفع الولاياتالمتحدة إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بعمليات تفتيش واسعة للتأكد من وضع مخزون الكيماوي تحت السيطرة الدولية تمهيداً لنقله إلى خارج سوريا.
وأكد أن نظام الأسد جاهز لكل الاحتمالات المترتبة على مقترح وضع مخزونه الكيماوي تحت تصرف فريق تفتيش دولي, ولذلك يمكن أن يقبل بأي شروط يضعها الغرب في الأيام القريبة المقبلة.
وقال القيادي المقرب من الحكيم إن "الأسد ارتكب حماقة كبيرة رغم أنه يعتقد أنه استطاع كسب المزيد من الوقت وامتصاص الجهود الأمريكية الرامية لتوجيه ضربة عسكرية مؤثرة في قدرات قوات النظام السوري", موضحاً أن "الأسد لم يتعلم من تجربة صدام حسين الذي خضع لعمليات تفتيش واسعة وطويلة ومكثفة من خبراء دوليين, ثم بعد التأكد من تجريده وجهت له الضربة المدمرة التي أطاحت به, وهذا معناه سياسياً وإستراتيجياً أن الأسد دخل برجليه إلى هاوية السقوط".
وأضاف أنه من الصعب أن تثق الحكومة الأمريكية بالمقترح الروسي أو بالموافقة عليه من قبل نظام الأسد, وهي تعلم أن النظام السوري ربما جهز مخازن سرية لا يستطيع أي فريق دولي للأسلحة أن يصل إليها.
واعتبر القيادي العراقي الشيعي المقترح الروسي وقبول نظام الأسد به مجرد بداية لتنازلات لا تنتهي, في مقدمتها أن واشنطن ستزيد من ضغوطها السياسية والعسكرية قبالة السواحل السورية, لإجبار الأسد على الذهاب إلى حل سياسي يضمن تشكيل حكومة انتقالية سورية وتنحيه عن السلطة.