لدقائق تسيّد القلب وتدفّق الدمع من المآقي ودشّن العناق الحار بين الملك البير الثاني والأمير فيليب فصلاً جديداً من تاريخ بلجيكا، إذ تنازل الوالد لولده طواعية عن عرش جلس عليه عقدين كاملين بعد أن هدّه الكبر متبعاً نهج جارته ملكة هولندا بياتريكس التي ألقت العهدة في جب ابنها الأمير ويلم اليكساندر قبيل شهور قلائل. وأدى الأمير فيليب اليمين الدستورية ليصبح الملك السابع لبلجيكا، وذلك عقب تنازل والده الملك ألبرت الثاني عن العرش. وقال فيليب : «أقسم باحترام دستور وقوانين الشعب البلجيكي، والحفاظ على استقال الوطن وسلامة أراضيه». وأدى فيليب 53 عاما القسم أمام البرلمان باللغات الهولندية والفرنسية والألمانية- وهي اللغات الثلاث الرسمية في البلاد. وقال فيليب في أول خطاب له: «أبدأ عهدي مع الرغبة في وضع نفسي بخدمة جميع البلجيكيين، إنّ الأزمة تؤثّر على كل المواطنين أحضّ الجميع على الصمود. وأقسم بتطبيق الدستور والحفاظ على استقلال ووحدة أراضي بلاده، بحضور العائلة المالكة. ووسط مراسم غلب عليها الطابع العاطفي، وقع ملك بلجيكا ألبرت الثاني أمس وثيقة تخليه عن العرش. وقال ألبرت لوريثه : «فيليب أنت تمتلك جميع الملكات القلبية والعقلية لخدمة بلادنا بشكل جيد من خلال مسؤولياتك الجديدة، أنت وزوجتك العزيزة ماتيلدا تتمتعان بكل ثقتنا». وأثنى الملك المتنازل عن العرش على رئيس الوزراء البلجيكي إيليو دي روبو، كما شكر ألبرت زوجته الملكة باولا على دعمها له خلال فترة حكمه للبلاد التي استمرت 20 عاما وبعث لها ب «قبلة كبيرة».وبعد ذلك، عانق ألبرت 79 عاما نجله الأكبر، لتدمع الأعين تأثّرا بالموقف. وقال دي روبو للملك ألبرت :«برأس مرفوعة عاليا وواجب أنجزته على أكمل وجه ، تطوي اليوم صفحة مهمة في تاريخ بلادنا». وفي خطاب خلال مراسم التنازل عن العرش، قال ألبرت للحضور: «وصاياي الأخيرة لكم جميعا هي العمل دون توقف من أجل تماسك بلجيكا بهذا الشكل ستكونون مهندسين للسلام، وستكون بلادنا مصدر إلهام لأوروبا التي تسعى للتوحّد».