أصبحت اليابان أول دولة تنضم إلى البرازيل وتحجز تذكرة المشاركة في كأس العالم FIFA 2014، حيث أتمت مشوار التصفيات القارية بنجاح باهر عقب التعادل مع أستراليا بنتيجة 1-1 في اليابان. وبالنظر إلى النتائج التي حققها محاربو الساموراي، فإن هذا ربما كان مشوار التأهل الأكثر سلاسة والذي ضمن المشاركة الخامسة على التوالي لامبراطورية الشمس في العرس الكروي العالمي بغض النظر عن نتيجة آخر مباراة. يُشهد للكتيبة اليابانية أيضاً أنها أصبحت بحلّة جديدة بقيادة ألبيرتو زاكيروني في نهاية مشوار تأهل دام لتسعة عشر شهراً. وبذلك نجح المدرب الإيطالي المحنّك في جعل فريقه على أتم الاستعداد لدخول التاريخ من أوسع أبوابه في النسخة المقبلة من كأس القارات FIFA وكأس العالم FIFA. مرحلة انتقالية استهلت اليابان مشوارها في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة للبرازيل 2014 في أعقاب سلسلة من النتائج المشرفة بقيادة المخضرم زاكيروني، الذي استلم زمام الأمور بعد المشاركة المشرفة للمنتخب في كأس العالم جنوب أفريقيا FIFA 2010. وقد تمكن محاربو الساموراي من التغلب على كل من باراجواي والأرجنتين بنتيجة 1-0 في لقاءين وديين، قبل اقتناص اللقب القاري الرابع في كأس الأمم الآسيوية AFC 2011. ورغم الآمال الكبيرة المعقودة على اليابانيين، إلا أن التشكيلة المؤقتة التي هندسها زاكيروني لم تأتِ بما كان منتظراً، مع غايب النجم كيسوكي هوندا عن ست مباريات بداعي الإصابة. وكان الفريق على موعد مع فوز على أرضه أتى بشق الأنفاس على كوريا الشمالية بفضل هدف في الأنفاس الأخيرة بتوقيع مايا يوشيدا. وفي اللقاء الثاني، يعود الفضل إلى شينجي أوكازاكي، الذي سجّل هدفاً متأخراً ليُعادل بذلك النتيجة مع أوزباكستان بعد أن كان سيرفر جيباروف قد افتتح سجل التهديف. إلا أن اليابانيين انتفضوا في اللقاءين التاليين مع طاجيكستان وفازوا في الذهاب والإياب بفارق كبير ليحجزوا بالتالي التأهل للمرحلة الرابعة إلى جانب أوزباكستان عن المجموعة الثالثة. ومع ضمان التأهل إلى الدور التالي، لم يبذل الفريق جهوداً كبيرة في آخر مباراتين له وخسر بنتيجة 1-0 على يد كوريا الشمالية وأوزباكستان. تأهل مشرف دخل محاربو الساموراي إلى المرحلة الحالية من المنافسات القارية بقوة كبيرة مع عودة النجم هوندا الذي قاد خط الوسط. افتتح الفريق مبارياته بفوز مشرف بثلاثية نظيفة في شباك عُمان، قبل أن يسجل سداسية دون ردّ في عرين المنتخب الأردني الزائر الذي كان قد سبق وتعادل معه بهدف لمثله في كأس الأمم الآسيوية AFC قبل 17 شهراً. تلا ذلك تعادل بنتيجة 1-1 مع أستراليا على أرضها، في إعادة لنهائي كأس آسيا، عندما تمكن صاحب الأرض لوك ويلكشاير من معادلة النتيجة في الشوط الثاني ليحجز نقطة لأصحاب الأرض. ثم سجل ريوتشي مايدا الهدف الوحيد في فوز صعب على العراق بقيادة زيكو. ثم نجح الفريق بالتغلب على عُمان بنتيجة 2-1 ووضع قدمه بثبات نحو التأهل للبرازيل 2014. فريقٌ واعدٌ ليس هناك من إجماع فيما إذا كانت الكتيبة اليابانية الحالية هي الأقوى التي أنجبتها امبراطورية الشمس بحسب وصف بعض وسائل الإعلام والجماهير. إلا أن التطور في الأداء الذي أظهره المنتخب خلال التصفيات واضحٌ للعيان، حيث قدّمت كتيبة زاكيروني في كل مباراة عرضاً أفضل من سابقه. ويشكل دعامة الفريق مجموعة من اللاعبين المخضرمين الذين مثّلوا اليابان في جنوب أفريقيا، يتقدمهم هوندا ورأس الحربة تاكاشي أوكادا خلال النسخة الأخيرة من كأس العالم FIFA. هذا وبزغ نجم صانع ألعاب نادي سيسكا موسكو منذ عودته إلى مركز وسط الميدان المهاجم في ظل إدارة زاكيروني. وإلى جانب اضطلاعه بوسط الميدان، تمكن من هزّ الشباك خمس مرات، بما فيها ثلاثية في عرين الأردن. أما الجيل الشاب من لاعبي المنتخب فهم نجم مانشستر يونايتد شينجي كاجاوا الذي يدعم الفريق من الجناح الأيسر. وقد أوكلت إلى مايدا مهمة القناص في تشكيلة 4-2-3-1، كما يُشهد له النجاح في هز الشباك أربع مرات. وبفضل توليفة اللاعبين المخضرمين والنجوم الصاعدين، أعرب زاكيروني عن إيمانه بقدرة محاربي الساموراي على الذهاب بعيداً في المغامرة المونديالية المقبلة.