تصل تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم إلى ذروتها في يونيو. حيث يشهد هذا الشهر (بين 4 و18)، وعلى مدى ثلاث جولات من المباريات، تحديد هوية المنتخبات الأربعة التي ستحظى بشرف التأهل المباشر والمنتخبين اللذين سينافسان على بطاقة التأهل للملحق القاري. وقد يشهد يوم الثلاثاء حدثاً هاماً وهو تأهل اليابان، أول منتخب عبر التصفيات، حيث سيكون محاربو الساموراي بحاجة إلى نقطة واحدة لبلوغ البرازيل 2014. حتى أن كتيبة المدرب ألبيرتو زاكيروني المستضيفة قد تتأهل عن المجموعة الثانية رغم الخسارة وذلك في حال فشل العراق بالفوز على عمان. أما في المجموعة الأولى، فتحلّ إيران ضيفة على قطر حيث لا يوجد هامش للخطأ أمام طرفي اللقاء، بينما تشدّ كوريا الجنوبية الرحال إلى بيروت سعياً لاستعادة الصدارة بفوز على لبنان. المباراة الأبرز اليابان أستراليا تزداد تدريجياً ضراوة التنافس بين هذين المنتخبين لتتحول إلى إحدى أقوى المواجهات الكلاسيكية في القارة الصفراء. ومن المتوقع أن تستقطب المباراة التي تدور رحاها بين جنبات ملعب كأس العالم في سايتاما اهتماماً عالمياً لأكثر من سبب. حيث يتجه اليابان إلى هذه الموقعة وهو يسعى ليصبح أول فريق يتأهل للعرس الكروي العالمي إلى جانب الدولة المستضيفة، وذلك بعد أن صدم جماهيره بعدم تحقيق ذلك في اللقاء السابق الذي خسره على يد الأردن بنتيجة 2-1. وسيكون أصحاب الأرض بحاجة إلى نقطة واحدة لاستكمال المهمة، أما الفوز فسيُشكل دافعاً قوياً لكتيبة المدرب زاكيروني قبيل بدء مشوار كأس القارات 2013 FIFA بلقاء صعب مع البرازيل في 15 يونيو/حزيران. وبالنسبة إلى أستراليا المتأخرة بنقطة عن الأردن، فإنها تدرك جيداً أن من شأن الفوز في لقائها المقبل تعزيز فرصها بنيل بطاقة المركز الثاني مع الإشارة إلى أن أبناء بلاد الكنجر حصدوا ست نقاط فقط من خمس مباريات بينما لم يتذوّقوا حلاوة النصر سوى مرة واحدة في الدور الحالي. وفي حال استعادت كتيبة المدرب هولجر أوسيك أداءها المشرف الذي ظهرت عليه في لقاء الذهاب والذي قلبت فيه أستراليا، وبعشرة لاعبين، تأخرها إلى تعادل بهدف لمثله، فما من شك أنها ستربك حسابات أصحاب الأرض وقد اختار المدرب الألماني أن يعتمد على خبرة اللاعبين المخضرمين حيث يزيد عمر نصف كتيبته عن 30 عاماً. أما زاكيروني، ففي جعبته فريق كامل القوى بعد عودة كيسوكي هوندا ويوتو ناجاتومو اللذين كانا غائبين عن لقاء الأردن بداعي الإصابة. وقد أتى الفوز على بلغاريا مؤخراً بنتيجة 2-0 في إطار منافسات كأس كيرين بمثابة تذكير لقدرات اليابان على الإبهار أمام جمهوره وعلى أرضه. المواجهات الأخرى في المباراة الأخرى من المجموعة الثانية، يتواجه العراق صاحب المركز الأخير والذي لعب مباراة أقل من خصمه مع عمان في مسقط. وتبدو آمال الفريق الزائر كبيرة مع عودة مايسرو خط الوسط نشأت أكرم، بينما يتوقع أن يشكل علاء عبد الزهرة ثنائي هجوم ناري مع زميله يونس محمود. أما العمانيون، المتعادلين مع أستراليا بالنقاط، فسيفتقدون لخدمات علي الحبسي نتيجة عملية أجراها في كتفه والقناص عماد الحوسني بسبب الإيقاف. ولتعويض النقص الحاصل، لجأ المدرب لاستدعاء أفضل هداف في كأس الخليج 2009 حسن ربيع. بالنظر إلى أن أوزبكستان، التي تتصدر ترتيب المجموعة الأولى، لن تخوض أية مباراة في هذه الجولة، تأمل كوريا الجنوبية أن تجتاز نجوم وسط آسيا وتتقدم للمركز الأول برابع فوز في هذا الدور. أما لبنان، فلا بديل له سوى الفوز حيث يقبع في المركز الأخير برصيد أربع نقاط فقط. نظرياً، سيدخل منتخب الأرز اللقاء بهمة عالية بعد الفوز في بيروت 2-1 في الدور السابق، إلا أن الأمور تغيرت منذ تلك المرحلة، وأبرز الأحداث كانت الإعتزال المفاجئ للنجم رضا عنتر عن الساحة الكروية الدولية. ويفتقد الفريق الزائر هو الآخر لبعض من أهم لاعبيه، حيث يغيب كي سونج يونج وكو جا تشيول بداعي الإصابة بينما تم استدعاء كيم نام إيل لتعزيز خط الوسط. ويُتوقع أن يستمر أفضل لاعب في آسيا لي كيون هو بالشراكة في مقدمة الملعب مع كيم شين ووك نجم نادي أولسان. وفي اللقاء الآخر في هذه المجموعة، تلتقي قطر وإيران (برصيد سبع نقاط لكل منهما) للمرة السابعة في تصفيات كأس العالم FIFA. وقد أدخل المدرب المخضرم كارلوس كيروش تعديلات كبيرة على تشكيل الفريق مع تحييد الخيار الأول لحراسة المرمى سيد رحمتي وكذلك استبعاد المهاجم كريم أنصاري فرد. أما العنابي المستضيف، فسيكون عليه خوض اللقاء دون سيباستيان سوريا، بينما يعود المدافع محمد كاسولا بعد انتهاء فترة الإيقاف. وفي أعقاب الفوز مؤخراً على لاتفيا بنتيجة 3-1، يتجه القطريون إلى اللقاء في عاصمتهم بروح معنوية عالية مع تطلع المدرب فهد ثاني لحصد أول فوز له على رأس المنتخب في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014.