تفقد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة اليوم أكبر سد بمنطقة الباحة "سد وادي العقيق" الذي شهد فيضان في منسوبه إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة مؤخراً . وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر السد محافظ العقيق غلاب بن غالب أبو خشيم ونائب مدير الدفاع المدني بالمنطقة العميد علي بن عبدالله السواط ونائب مدير عام المياه بالمنطقة المهندس أحمد بن جمعان القرشي ومدير عام الطرق والنقل بالمنطقة المهندس عبدالعزيز بن أحمد الغنيم ، واطلع سموه خلال الزيارة على كمية المياه التي احتجزها حوض سد وادي العقيق التي تقدر بنحو 19 مليون متر مكعب , كما استمع سموه لشرح من الجهات المعنية عن قراءات أجهزة القياس بالسد , التي تؤكد عدم وجود أي خطر بمشيئة الله ، وشاهد سمو أمير منطقة الباحة عدد من اللوحات التعريفية بمنسوب المياه وسعة التخزين بالسد , والمراحل التي وصل لها السد منذ بدء هطول الأمطار على المنطقة وحتى فيضان منسوب المياه به , كما شاهد سموه عرضين مرئيين عن أعمال وجهود الدفاع المدني بالمنطقة , وحجم الأضرار التي أوقعتها السيول والأمطار الغزيرة , فضلاً عن حجم ومواصفات السد الذي وصل ارتفاع مفيض الماء به يوم الجمعة الماضي إلى قرابة ال 80 سنتيمتر . بعد ذلك توجه سموه ومرافقيه إلى موقع الإسناد في حوض السد , حيث اطلع سموه على الآليات العاملة في الموقع , والتقى بالفرق المشاركة التي تتضمن فرق الغوص والبحث والإنقاذ وغيرها من فرق الدفاع المدني , إلى جانب فرق الإسناد التي تشارك بها عدد من الإدارات الحكومية المعنية ، وأكد سمو أمير منطقة الباحة في تصريح صحفي خلال الزيارة عدم وجود أي خلل في السدود المقامة بالمنطقة , وأنها آمنة بمشيئة الله , مشيراً سموه إلى وجود أجهزة لدى إدارة المياه تقيس الارتداد أو التحرك في السدود بأجزاء من السنتيمتر مرتبطة الكترونيا بأجهزة لديهم ، تعطي إشارات تنبيه في حال وجود أي تحرك لا سمح الله ، وبين سموه أنه بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بتقديم جميع المساعدات للمتضررين , فقد تم تشكيل لجان خاصة من إمارة المنطقة والدفاع المدني لتقييم الأضرار التي حصلت على كل مواطن من جراء الأمطار والسيول , مبرزاً سموه حرص القيادة الرشيدة أيدها الله على تقييم الأضرار التي حصلت للمواطنين وتعويضهم ، وطالب سمو أمير منطقة الباحة بتكوين لجنة من الجهات ذات العلاقة كالدفاع المدني والأمانة والطرق والإمارة لدراسة إنشاء جسور حديدية على الأودية التي تعاني من وجود سيول منقولة , على أن يتم بشكل عاجل رفع تقرير متكامل عن إمكانية بناء هذه الجسور لحماية العابرين لهذه الأودية , مهيباً سموه بالإدارات المعنية حيال إيجاد الحلول المناسبة للمواطنين عند عبورهم للأودية , بحيث يكون عبورهم آمن ، واقترح سمو الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أن يتم تدعيم الأودية البعيدة التي تنقل السيول بصافرات إنذار , وأن يكون هناك تواصل في هذا الشأن مع الدفاع المدني أو المراكز التابعة للإمارة , لكي تعطى صافرات تنبه التي بعدها بأن هناك خطر سيل منقول , مشيراً سموه في هذا الصدد إلى أن الكثير من المواطنين لا يعلمون أن هناك سيل منقول وبالتالي يقع المحذور ، وأكد سموه حول إيجاد قاعدة للطيران العمودي بالمنطقة , أنه تم تجهيز المهابط الخاصة بها , وأنه يجري التنسيق حالياً مع الجهات ذات العلاقة حتى تكون موجودة في الباحة قريباً ، وبين سموه أنه تم توجيه وكيل إمارة المنطقة ووكيل الإمارة المساعد للشؤون التنموية والدفاع المدني وإدارة النقل والأمانة , للاستفادة من هذه التجربة التي حصلت هذا العام , وليطلعوا على الأضرار التي حصلت وكيفية تداركها فيما لو هطلت أمطار في المستقبل , مؤكداً سموه أهمية وجود دراسة للعبارات وتوسعتها بشكل فني يمنع تراكم المخلفات وبالتالي حجز المياه بها ، وأكد سمو أمير منطقة الباحة أن أي مواطن يرغب أن يكون متطوعاً من أجل خدمة مواطنيه , سيجد أفرع الدفاع المدني مفتوحة وستقوم بتدريبه والاستعانة به , مطالباً سموه إدارة الدفاع المدني بالمنطقة لاستغلال المعارض والمناسبات الثقافية لتوعية المواطنين بخطورة العبور من الأودية التي تحتضن السيول المنقولة ، وأعرب سموه في ختام تصريحه عن شكره وتقديره لرجال الدفاع المدني على التضحيات التي قاموا بها ، التي كانت محل تقدير الجميع من مسؤولين ومواطنين , ناقلاً سموه للجميع تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية على كل جهد بذلوه من أجل مواطنيهم وأهليهم .