"رب ضارة نافعة، ورب محنة فيها منحة" هذه الحكمة هي الوصف الدقيق للدافع الأساس الذي جعل من أحد طلبة المرحلة الثانوية بمنطقة القصيم مبدعاً ومتفوقاً في مجال الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي"ابتكار". بعد معايشته لمشاهد الدم، ووقوفه على مآسي الموت، التي استحضرها في ذهنه، وتحسسها في حياته، يروي طالب المستوى الرابع "ثانوي مقررات" في ثانوية ولي العهد ببريدة عبد المحسن بن عبد الكريم التويجري قصته مع الإبداع والابتكار والتفوق، وتحقيقه للمركز الرابع من أصل 512 طالباً شاركوا ب 400 مشروع ابتكاري في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "ابتكار"حين يذكر أن دافعه لتقديم مشروعه الإبتكاري الذي يقوم على تأمين المركبة ومحاولة تلافي احتراقها، كان بسبب مشاهداته لحوادث السير، وتتبعه لأخبارها في الصحف وعبر وسائل الاتصال الحديث، وما تحمله من مآسي وكوارث في الأرواح والأموال، ما شكل لديه دافعية نبعت من الواقع المعاش كي يجعل من تلك الكوارث والمحن سبباً في تفعيل روح الإبداع، وتنشيط محفزات النهوض والمواجهة لكل ما يعترض طريق الأمن والاستقرار على المستوى الاجتماعي والأسري. الطالب عبد المحسن التويجري دخل منافساً قوياً في مشروعه الإبتكاري "البطارية الآمنة" في مجال الطاقة والنقل في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "ابتكار" وحقق المركز الرابع على مستوى المملكة، ونال التكريم على يد وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود في الحفل المقام بهذه المناسبة بتاريخ 8/5/1434ه بمركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض. وقد تمثلت الفكرة التي قام عليها ابتكاره بأن أحدث بطارية آمنة تقوم على قطع الدائرة الكهربائية عن المركبة في حالة تعرضها لحادث أو ارتطام قوي قد يؤدي إلى تلفها، ما يحد من انعكاس الأثر السلبي، ويمنع – بعون الله- من احتراقها. مدير ثانوية ولي العهد الأستاذ أحمد بن إبراهيم أبا الخيل بين أن الطالب عبد المحسن التويجري قدم مشاركته ومبتكره بناء على ما يتميز به من إبداع في التجربة والمحاكاة، مشيراً إلى الجهود المقدمة من قبل المدرسة، والتي جاءت وفقاً للإمكانات المتاحة، وهو ما ساهم بشكل أو بآخر في خلق البيئة التعليمية والتربوية المساعدة على تشكيل المناخ المناسب للعمل والإبداع. مدير غدارة النشاط الطلابي في الإدارة العامة الأستاذ يوسف الضالع أكد أن تحقيق مثل هذه المنجزات للطلاب يجسد الاهتمام الذي توليه مدارس المنطقة بكافة الأنشطة وحرصها الكبير نحو بلوغ التميز، وهو ما تحقق لها بفضل الله، راجيًا أن تكون هذه النتائج دافعًا للمزيد من العمل الجاد والمنافسة والتميز بالمستقبل. مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم عبد الله الركيان قد تهانيه وتقديره للطالب عبد المحسن التويجري على منجزه وابتكاره، الذي يجسد الروح الفاعلة، والعقل المتحفز الذي يمتلكه، وهو مثال ناصع وساطع على العمق التربوي والتعليمي الذي يزخر به طالب المنطقة نتيجة للمتابعة المستمرة والدقيقة من قبل أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، اللذان يقدمان العون والمساعدة في كل البرامج والملتقيات الإثرائية والتعليمية. وقدم الركيان شكره وتقديره لمنسوبي وإدارة ثانوية ولي العهد ببريدة الذين ساهموا في صنع هذا الإنجاز الكبير، من خلال تهيئتهم للبيئة والجو التعليمي والتربوي المناسب، حتى تجلت مخرجات ذلك بالمنجزات والإبداعات على مستوى الوطن.