أصدرت محكمة تونسية حكما غيابيا بالسجن عامين نافذين ضد أربعة فنانين هاربين اتهموا بالمشاركة في انتاج أغنية راب بعنوان "البوليسية (عناصر الشرطة) كلاب" حسبما اعلن محاميهم الجمعة. وقال المحامي غازي المرابط ان المحكمة الابتدائية بولاية بن عروس (شمال شرق) أصدرت الخميس حكما غيابيا بسجن هؤلاء لسنتين مع النفاذ. واوضح ان المحكمة وجهت اليهم عدة تهم بينها "نسب امور غير قانونية إلى موظف عمومي متعلقة بوظيفته وذلك بوسائل الاشهار" و"المشاركة في عصيان تمت الدعوة اليه بخطب" و"هضم جانب موظف عمومي بالقوة والاشارة والتهديد" و"التجاهر بما ينافي الحياء". وأضاف ان المحكمة اصدرت في القضية نفسها حكما بالسجن ستة اشهر مع تاجيل التنفيذ ضد الممثلة صابرين القليبي (22 عاما) والمصور محمد الهادي بلقايد حسين (25 عاما) المعتقلين منذ 12 آذار/مارس الحالي على خلفية مشاركتهما في انتاج الفيديو كليب الذي اغضب رجال الامن في تونس. وقال انه سيستأنف الحكم الصادر ضد صابرين ومحمد الهادي وسيعترض على الحكم الغيابي بحق المغنين الهاربين. ونفى مروان وهو احد المغنين الاربعة الذين صدر ضدهم الحكم الغيابي بالسجن عامين مع النفاذ أي علاقة له بالاغنية. وقال الشاب المعروف باسم "ايمينو" لاذاعة "كلمة" التونسية الخاصة "صدمت بالحكم، انهم (السلطات) ينمون النقمة في قلوب الشباب (..) سابحث عن لجوء سياسي (..) وابيع جنسيتي (..) لم اعد تونسيا بهذا القضاء و(هذا) البوليس". وبداية الشهر الجاري نشر مغني الراب التونسي الشهير "ولد الكانز" (ابن ال 15 عاما) على اليوتيوب اغنيته الجديدة "البوليسية كلاب" التي اتهم فيها الشرطة بترويج المخدرات وبالتسبب في "معاناة" الاحياء الشعبية الفقيرة. وقال "ولد الكانز" واسمه الحقيقي علاء اليعقوبي، في احدى مقاطع الاغنية "تعتقلوننا من اجل المخدرات وانتم من تدخلونها وتبيعونها ثم تحملوننا الى السجن، يا بوليسية يا قضاة (..) يا كلاب". واضاف "في العيد أحب ان اذبح بوليسا بدل العلوش (الخروف)". وتضمن فيديو كليب الاغنية صورة لعلاء يؤدي مقطعا من اغنيته قبالة مقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس. كما تضمن صورا لسيارات امن وعناصر شرطة يقمعون متظاهرين. وكلما ردد المغني عبارة "البوليسية كلاب" إلا وتعالت اصوات لنباح الكلاب. وفي 12 آذار/مارس الجاري قال ولد الكانز في تصريح لموقع "نواة" الالكتروني التونسي انه لن يسلم نفسه للشرطة بعدما تلقى "تهديدات" بالقتل من رجال امن اغضبتهم الاغنية. وذكر بانه سبق له دخول السجن بعد "الثورة" التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بسبب غناء الراب. وتابع ان رجال امن "تسلطوا عليه بالعنف الجسدي والمعنوي" وانه راى في السجن "كثيرا من الناس المظلومين بسبب الشرطة". وقال "انا تكلمت مع الشرطة باللغة التي يتكلمون بها معنا (..) خاطبتهم بنوع من الفن العنيف". واضاف "عبرت عن رايي في بلاد اعتقدت ان فيها حرية تعبير لكني كنت مخطئا".