أضرم شاب تونسي عاطل عن العمل النار في نفسه أمس في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس في حادثة هي الاولى من نوعها بهذا الشارع الذي يعتبر رمزا للثورة التونسية التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وكانت شرارتها حرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه. وقال شهود عيان لمراسلة «فرانس برس» ان الشاب صرخ بصوت عال قبل ان يضرم النار في نفسه قائلا: «هذا هو الشباب الذي يبيع السجائر، هذا ما تفعله البطالة». وسكب الشاب مادة حارقة على جسمه ثم اضرم في نفسه النار امام مقر المسرح البلدي فهرع اليه مواطنون لاطفاء النيران التي ألحقت به حروقا بالغة. واثارت ألسنة اللهب التي انبعثت من جسم الشاب هلع المارة وخاصة النساء اللاتي شرعت بعضهن في الصياح. ونقلت سيارة اسعاف الشاب الذي كان واعيا بما يدور حوله، الى مستشفى الحروق البليغة (جنوب العاصمة) لتلقي الاسعافات. وقال مصدر في المستشفى لوكالة «فرانس برس» ان الحروق التي اصيب بها الشاب «خطيرة» وان «حالته حرجة». ونقلت وكالة الانباء التونسية عن الناطق الرسمي باسم جهاز الحماية المدنية (الدفاع المدني) منجي القاضي ان الشاب الذي يدعى عادل الخضري (27 عاما) اصيل منطقة سوق الجمعة من ولاية جندوبة (شمال غرب) وانه اصيب بحروق من الدرجة الثالثة «على مستوى الظهر وخلف الراس». واضافت الوكالة نقلا عن شهود ان الشاب هو بائع سجائر في سوق المنصف الباي (وسط العاصمة) وانه «تمت مضايقته في المدة الاخيرة من قبل أعوان الشرطة الذين يقومون بحملة ضد الانتصاب الفوضوي (الباعة المتجولين) وباعة السجائر». يذكر ان حوالي 500 بائع متجول يطالبون السلطات بتخصيص سوق منظم لهم في العاصمة تونس. وشهدت تونس خلال عامين 116 عملية انتحار منها 36 حرقاً. جدير بالذكر أن محمد بوعزيزي أحرق نفسه قبل أكثر من عامين وفجر الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي وأدخلت البلاد مرحلة سياسية جديدة. جدل في تونس لتعاون المرزوقي مع «الجزيرة نت» أثار التعاون الصحافي للرئيس التونسي المنصف المرزوقي مع موقع «الجزيرة نت» جدلا واسعا في الساحة التونسية بعد أن قال الإعلامي اللبناني سالم زهران في حوار مع إذاعة تونسية خاصة إن المرزوقي يحصل على راتب شهري من قناة «الجزيرة» القطرية، وهو ما سارع مدير الديوان الرئاسي عماد الدايمي إلى نفيه، متّهماً زهران بأنه يعمل ضد الثورة السورية ويسعى الى تشويه مواقف الرئيس التونسي. ورد عليه الإعلامي اللبناني في تصريحات جديدة بالقول: «أتحدى المرزوقي ان يكذبني وبيننا القضاء». وقال جوهر بن مبارك الاخصائي في القانون الدستوري في تصريحات صحافية إن جميع الأنظمة الدستورية وفي القوانين التي تنظم الحياة السياسية في تونس تمنع المنتخبين من تعاطي أي نشاط بمقابل مالي أو تلقي أي مبالغ مالية من جهات داخلية أو خارجية، والسبب بسيط وواضح، وهو تأمين استقلالية وتبعية المسؤول السياسي إلى أي جهة اقتصادية أو سياسية من شأنها أن تمارس عليه ضغوطاً من هذا الباب. وأضاف أن المرسوم الذي نظم انتخابات المجلس الوطني التأسيسي منع كل المترشحين الفائزين من تعاطي أي نشاط مهني وحتى الذين لهم أنشطة مهنية يجبرهم على الاستقالة، وهذا موجود في القانون المنظم للانتخابات. ويعرف عن الرئيس المرزوقي أنه يكتب بانتظام مقالات لموقع «الجزيرة نت». وقالت مصادر مطلعة ل«البيان» إنه يحصل على مكافأة عن كل مقال قدرها 800 دولار أميركي. وكان آخر مقال كتبه المرزوقي في «الجزيرة نت» بعنوان «عن الحرية» ونشر في العاشر من فبراير الماضي.